وفي لفظ له قال: قال الشعبي: وسألوه الزاد وكان من جن الجزيرة - إلى آخر الحديث، من قول الشعبي مفصلا من حديث عبد الله. وقد خرجه الترمذي من طريق الشعبي.
قال البيهقي: والأحاديث الصحاح، تدل على أن عبد الله بن مسعود لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن، وإنما كان معه حين انطلق به وبغيره، يريهم آثار الجن وآثار نيرانهم.
وقد خرج مسلم من حديث أبي معشر، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: لم أكن ليلة الجن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووددت أني كنت معه.
ذكره في كتاب الصلاة (1).
قال البيهقي: وقد روي من أوجه أخر، أنه كان معه ليلتئذ، فذكر من طريق الليث بن سعد قال: حدثني يونس بن زيد، عن ابن شهاب قال:
أخبرني أبو عثمان بن سنة الخزاعي - وكان رجلا من أهل الشام - أنه سمع عبد الله ابن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنه يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه وهو بمكة: من أحب منكم أن يحضر الليلة أمر الجن فليفعل، فلم يحضر منهم أحد غيري، فانطلقنا، حتى إذا [كنا] بأعلى مكة، خط لي برجله خطا، ثم أمرني أن أجلس فيه، ثم انطلق حتى قام، فافتتح القرآن، فغشيته، أسودة كثيرة، حالت بيني وبينه، حتى ما أسمع صوته، ثم انطلقوا وطفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين، حتى بقي منهم رهط، وفرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الفجر، فانطلق فبرز، ثم أتاني فقال: ما فعل الرهط؟
فقلت: هم أولئك يا رسول الله فأخذ عظما وروثا، فأعطاهم إياه زادا، ثم نهى أن يستطيب أحد بعظم أو بروث (2).
قال البيهقي: يحتمل قوله في الحديث الصحيح، ما صحبه منا أحد، أراد به في حال ذهابه لقراءة القرآن عليهم، إلا أنه ما روى في هذا الحديث، من إعلام أصحابه بخروجه إليهم، يخالف ما روي في الحديث الصحيح من