داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم * ومن لا يجب داعي الله فليس بمعجز في الأرض وليس له من دونه أولياء أولئك في ضلال مبين) (1).
وخرجه الحاكم وصححه، وذكر ما خرجه البخاري ومسلم، من حديث أبي قدامة، عبيد الله بن سعيد قال: حدثنا أبو أسامة عن مسعر، عن معن، قال: سمعت أبي قال: سألت مسروقا: من آذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ قال: حدثني أبوك - يعني عبد الله - أنه آذنت به الشجرة، ذكره البخاري في كتاب المبعث، وذكره مسلم في كتاب الصلاة، ولفظه: حدثني أبوك - يعني ابن مسعود - أنه آذنته بهم شجرة (2). قال البيهقي:
وأما القصة الأخرى: فذكر حديث مسلم من طريق عامر الشعبي، قال: سألت علقمة: هل كان ابن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟
فقال علقمة: أنا سألت ابن مسعود فقلت: هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن؟ قال: لا، ولكنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، ففقدناه، فالتمسناه في الأودية والشعاب، فقلنا: استطير (3) أو اغتيل (4)، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فلما أصبحنا، إذ هو جاء من قبل حراء، [قال]:: فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدنا فطلبناك فلم نجدك، فبتنا بشر ليلة بات بها قوم، فقال:
أتاني داعي الجن، فذهبت معه، فقرأت عليهم القرآن، قال: فانطلق بنا، فأرانا آثارهم، وآثار نيرانهم، وسألوه الزاد فقال: لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما، وكل بعرة علف لدوابكم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلا تستنجوا بهما، فإنهما طعام إخوانكم (5).