جارية وفرسا فسمى الفرس الورد والجارية حبابة ثم قفل البعث ولم يقفل هو فأتاه ابن عم له فقال ما يمنعك من القفول قال أخشى ابنة عمي ان تحول بيني وبين هذه الجارية وقد هويتها فأنشأ يقول وكتب به إليها ألا لا أبالي اليوم ما صنعت هند * إذا بقيت عندي حبابة والورد شديد نياط المنكبين إذا جرى * وبيضاء مثل الريم زينها العقد فهذا لأيام الهياج وهذه * لموضع حاجاتي إذا انصرف الجند فكتبت إليه امرأته لعمري لئن شطت بعثمان داره * وأضحى غنيا بالحبابة والورد ألا فأقرأه مني السلام وقل له * غنيا بفتيان غطارفة مرد إذا شاء منهم ناشئ مد كفه * إلى كفل ريان أو كعثب نهد بحمد أمير المؤمنين أقرهم * شبابا وأغزاكم خوالف في الجند فما كنتم تقضون حاجة أهلكم * قريبا فيقضوها على الناي والبعد فأرسل إلينا بالسراح فإنه * منانا ولا ندعو لك الله بالرشد إذا رجع الجند الذي أنت منهم * فزادك رب الناس بعدا على بعد فلما وصلت أبياتها إليه باع الجارية واقبل مسرعا فوجدها معتكفة على مسجدها وصلاتها فقال يا هند فعلت ما قلت قالت الله أجل في عيني وأعظم ان اركب له مأثما ولكن كيف وجدت طعم الغيرة فإنك غظتني فغظتك وقال المدائني عن أبان بن تغلب قال قالت أعرابية لابنتها أزوجك فامتنعت عليها حينا ثم قالت يا أمه ان كنت لا بد فاعلة فجنبيني ذا السن الكبير لا أتعجله فإن فيه قلة النشاط وعجزة الولد واجعلي عمود رغبتك في ذي الخلق الحسن ولابس ثوب الشكر وان كان لا شئ خير من الكبير ذي
(١٢٠)