سام بن نوح واحتجوا لذلك بقول الشاعر:
وأبو قحطان هود ذو الحقف ومنهم من ذهب إلى أن هودا هو عابر بن شالخ بن أرفخشد. ونساب ولد نزار بن معد، وبعض اليمانية، كهشام بن محمد بن السائب الكلبي، والشرقي ابن القطامي، ونصر بن مزروع الكلبي، وغيرهم - يقولون: قحطان بن الهميسع ابن تيمن بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم ويحتجون لذلك بما رواه الهيثم بن عدي الطائي: وهشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على فتية من الأنصار يتناضلون فقال: ارموا يا بنى إسماعيل فان أباكم كان راميا، ارموا فأنا مع ابن الأدرع - رجل من خزاعة - فألقى القوم نبالهم وقالوا يا رسول الله من كنت معه فقد تضل، فقال ارموا وأنا معكم جميعا.
وسائر اليمانية تأبى ذلك وتذهب إلى أنه قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح على ما قدمنا، ويقولون هذا من أخبار الآحاد، وليس من الأخبار المتواترة، القاطعة للعذر، الموجبة للعلم والعمل. ولو صح لكان معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ارموا يا بنى إسماعيل، على الأمهات من ولد إسماعيل، وقد أخبر الله عز وجل عن المسيح أنه من ذرية آدم مع إخباره أنه خلق من غير أب ولو أخرجه مخرج من ولد آدم، لأنه لا أب له لكان كاذبا. وإنما نسب إلى آدم من جهة أمه والقوم أعرف بأنسابهم ينقله الباقي عن الماضي قولا وعملا موزونا إنهم من ولد قحطان بن عابر لا يعرفون غير ذلك ومنهم من رأى أن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أقدم من عاد، واحتجوا بقول الخلجان بن الوهم وكان من ملوك عاد وكان جنادة بن