وفى أيامه كان ابطلميوس القلوذى صاحب كتاب المجسطي وجغرافيا والمقالات الأربع والقانون الذي عمل عليه ثاون الإسكندراني وكتاب الأنواء وكتاب الموسيقي وان لم يذكر العود فيه فذلك دليل على أنه حدث بعده وغير ذلك مما أضيف إليه من الكتب وهو بطلاماوس بلغتهم وقيل إنه من ولد قلوذيوس السادس من ملوك الروم على ما قدمنا فيما سلف من هذا الكتاب، وكانت أرصاده التي أرخ بها المجسطي في ملك انطونينوس هذا، وذلك موجود في المقالة التاسعة من هذا الكتاب وقد أدرك جالينوس عصره وشاهده في حال صباه، وجالينوس يعينه في كثير من أقاويله وأرصاده لمخالفته ابرخس صاحب الأرصاد القديمة، وقد غلط كثير من الناس ممن يدعى المعرفة بأخبار حكماء الأمم وفلاسفتهم والملوك ومن كان منهم في أعصارهم فجعلوه بعض ملوك اليونانيين بعد الإسكندر المسمين بهذا الاسم وأنه أبو قلوبطرة الملكة الحكيمة آخر من ملك من ملوك اليونانيين المقدم ذكرها فيما سلف من هذا الكتاب، وذكروا أمورا أيدوا بها قولهم هذا، قد أتينا عليها فيما سلف من كتبنا قال المسعودي: ومن أدل الدلائل على بطلان قولهم أن ابطلميوس ذكر في النوع الثامن من القول الثالث من كتاب المجسطي انه رصد الشمس بالإسكندرية فوجد الاعتدال الخريفي في اليوم السابع من الشهر الثالث من شهور القبط سنة 880 لبخت نصر فإذا نظرنا ما بين ملك بخت نصر إلى غلبة الإسكندر لدارا وهو أربعمائة سنة وتسع وعشرون سنة وثلاثمائة وستة عشر يوما، ومن غلبته إياه إلى زوال ملك قلوبطرة آخر من ملك من اليونانيين الملقبين بالبطلميوسين الذين ملكوا بالإسكندرية بعد الإسكندر بغلبة أوغسطس ملك الروم على ملكها على ما قدمنا فيما سلف من هذا الكتاب مائتا سنة
(١١٢)