مشكلات ومعضلات ما سبق إليها في علم الحديث ورجاله، وولى المشيخة بأماكن منها الدار الأشرفية، وكان ثقة حجة كثير العلم حسن الأخلاق كثير السكوت قليل الكلام جدا صادق اللهجة لم تعرف له صبوة، وكان يطالع وينقل الطباق إذا حدث وهو في ذلك لا يكاد يخفى عليه شئ مما يقرأ بل يرد في المتن والاسناد ردا مفيدا يتعجب منه فضلاء الجماعة، وكان متواضعا حليما صبورا مقتصدا في ملبسه ومأكله كثير المشي في مصالحه، ترافق هو وابن تيمية كثيرا في سماع الحديث وفى النظر في العلم وكان يقرر طريقة السلف في السنة ويعضد ذلك بمباحث نظرية وقواعد كلامية وجرى بيننا مجادلات ومعارضات في ذلك تركها أسلم وأولى.
ومع ذلك فله عمل كثير في المعقول، وما وراء ذلك بحمد الله الا حسن اسلام وحسبة لله مع انى لم أعلمه ألف في ذلك شيئا.
وقد لزم في وقت صحبة 1 العفيف التلمساني فلما تبين له انحلاله واتحاده تبرأ منه وحط عليه، وكان ذا مروءة وسماحة ويقنع باليسير باذلا لكتبه وفوائده ونفسه، كثير المحاسن ولقد آذاه أبو الحسن ابن العطار وسبح وما رأيته يتكلم فيه ولا فيمن آذاه والله يسمح له [ويختم له 2] بالخير ولنا آمين.
أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه وحدثني عنه الحافظ المجود أبو الحجاج الكلبي أن مسعود بن أبي منصور أنبأهم قال انا أبو على انا أبو نعيم الحافظ ثنا ابن خلاد ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا يوسف بن يعقوب الصفار انا علي بن عثام عن سعير بن الخمس عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الوسوسة فقال: صريح الايمان. هذا حديث حسن صحيح غريب من الافراد أخرجه مسلم عن الصفار فوافقناه بعلو، وليس لسعير