وأبا الحجاج ابن الشيخ [وأبا ذر الخشني 1] وطبقتهم. قرأت في تاريخ الحافظ ابن الزبير قال: وأبو إسحاق احفظ من لقيته لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولقد ذكر لي شيخنا أبو الخطاب بن خليل على جلالته وسنه انه لم يلق أحدا احفظ من ابن الكماد، كان في حفظ الحديث [آية 1] من الآيات.
قال ابن الذهبي: يعنى المتون، قال: ولما قدم الأندلس الواعظ أبو نعيم بن راضية قافلا من المشرق مرتكبا في وعظه طرائق تلحينية يركبها على أبيات رقاق ارق من النسيم ويقرأ بين يديه قراء قد احكم تدريبهم فاستجابت العامة له فما وعظ بأشبيلية وبها ابن الكماد أنكر ذلك وأبدأ فيه وأعاد وحمله ذلك على أن وعظ على المنبر على سنن السلف وفعله إلى أن مات فحضرت مجالسه وسمعته يسرد أحاديث ويتبعها بفقه وبيان لما يعرض فيها ويورد من الخلاف ما يلائم الحال، وكان عيشه من نفقه الاخوان وهداياهم. توفى سنة ثلاث وستين وست مائة.
وقال في صلة الصلة: كان احفظ أهل زمانه للحديث وأذكرهم للتاريخ والرجال والجرح والتعديل يقوم على الكتب الخمسة قياما حسنا ويتكلم على أسانيدها ومتونها ويستوفى خلاف الفقهاء ويميل إلى الطائفتين وكان فيه إقدام على تغيير المنكر.
قلت: من محفوظاته سنن أبي داود، روى عنه أبو جعفر ابن الزبير وأبو إسحاق الغافقي وغيرهما وتوفى معه [زين 2] الدين خالد 2 وقد مر.
1157 / 10 / 19 - أبو شامة [الامام - 1] الحافظ العلامة المجتهد ذو الفنون شهاب الدين أبو القاسم