وقال مشايخي يبلغون خمس مائة شيخ منهم الصاحب محيي الدين يوسف ابن الجوزي. قلت: وسمع بمراغة من مبارك ابن الخليفة المستعصم في سنة ست وستين وست مائة، وسمع ببغداد من محمد بن أبي الدثنة 1 وطبقته وكان يترخص في إثبات ما يرصعه ويبالغ في تقريض المغول وأعوانهم، وبعض الفضلاء تكلم في عدالته وكان ربما يشرب المسكر.
وحدثني صاحبنا عفيف الدين ابن المطري أنه بلغه أن ابن الفوطي كان يخل بالصلوات ويدخل في بلايا وهو في الجملة أخباري علامة ما هو بدون أبى الفرج الأصفهاني وبينهما اشتراك وخصوص وكان ظريفا متواضعا حسن الأخلاق الله يسامحه.
مات في المحرم سنة ثلاث وعشرين وسبع مائة ببغداذ عن إحدى وثمانين سنة كتب إلينا بمروياته.
وفيها توفى قاضي القضاة نجم الدين أحمد بن محمد بن سالم ابن الحافظ أبى المواهب بن صصري التغلبي الدمشقي الشافعي عن ثمان وستين سنة، والمحدث الامام اللغوي صفي الدين محمود بن أبي بكر محمد بن حامد الأرموي القرافي الصوفي بدمشق عن ست وسبعين سنة، والمعمر على ابن الشهاب أحمد بن عسكر القصيري ثم الصالحي الحمال عن بضع وثمانين سنة، والشيخ محمد بن أحمد بن سلامة الموصلي ثم الصالحي القصاص، ومسند الوقت بهاء الدين القاسم بن مظفر بن محمود بن تاج الامناء ابن عساكر الدمشقي الطبيب عن أربع وتسعين سنة، ومسند الشام شمس الدين أبو نصر محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله ابن الشيرازي المزني في خمس وتسعين سنة، والمعمر تاج الدين أحمد بن علي بن وهب القشيري ابن دقيق العيد بقوص وقد سمع بإفادة أخيه كثيرا من ابن الجميزي وعاش سبعا وثمانين سنة.