والشجعان الكبار والكرماء الأجواد أثنى عليه الموافق والمخالف وسارت بتصانيفه الركبان لعلها ثلاث مائة مجلد.
حدث بدمشق ومصر والثغر، وقد امتحن وأوذي مرات وحبس بقلعة مصر والقاهرة والإسكندرية وبقلعة دمشق مرتين، وبها توفى في العشرين من ذي القعدة سنة ثمان وعشرين وسبع مائة في قاعة معتقلا [ثم جهز واخرج إلى جامع البلد فشهده أمم لا يحصون فحزروا بستين ألفا 1] ودفن إلى جنب أخيه الامام شرف الدين عبد الله بمقابر الصوفية رحمهما الله تعالى ورئيت له منامات حسنة ورثى بعدة قصائد، وقد انفرد بفتاوى نيل من عرضه لاجلها وهي مغمورة في بحر علمه فالله تعالى يسامحه ويرضى عنه فما رأيت مثله، وكل أحد [من الأمة 1] فيؤخذ من قوله ويترك فكان ماذا؟
أخبرنا أحمد بن عبد الحليم الحافظ غير مرة ومحمد بن أحمد بن عثمان وابن فرح وابن أبي الفتح وخلق قالوا انا [أحمد بن عبد الدائم انا 1] عبد المنعم بن كليب (ح) وأنبأنا أحمد بن سلامة عن ابن كليب انا علي بن بيان انا محمد بن محمد انا إسماعيل ابن الصفار ثنا الحسن بن عرفة ثنا خلف بن خليفة عن حميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انك لتنظر إلى الطير في الجنة فتنتهبه فيخر بين يديك مشويا.
وفيها توفى مسند الإسكندرية الإمام أبو إسحاق عز الدين إبراهيم بن أحمد ابن عبد المحسن الحسيني الغرافي وله تسعون سنة، ومسند العراق شيخ المستنصرية الواعظ عفيف الدين محمد بن عبد المحسن بن أبي الحسن الأزجي الحنبلي ابن الدواليبي عن تسعين سنة أو نحوها، وقاضي القضاة شمس الدين محمد بن عثمان بن أبي الحسن ابن الحريري الأنصاري الدمشقي الحنفي بمصر، والقاضي العدل جمال الدين