وقد شاء الله إن يكون تحقيق هذا الكتاب ودراسته من حظ أستاذ فاضل، وباحث متمكن ذلكم هو الأستاذ الجليل الدكتور أحمد البزار، الذي بذل مجهودا مشكورا في دراسته وتحقيقه، وفيما قام به من تعليقات وإضافات، وتوسع به من إفادات ومعلومات، فجاء الكتاب في أصله ودراسته بحثا قيما جامعيا قدم صاحبه أطروحة لنيل دكتورة الدولة في العلوم الاسلامية من دار الحديث الحسنية، فكان نتيجة من النتائج الحسنة، وثمرة من الثمار الطيبة لتلك المؤسسة العلمية الاسلامية الخالدة التي أسسها مولانا أمير المؤمنين جلالة الحسن الثاني على تقوى من الله ورضوان، خدمة للكتاب والسنة بصفة خاصة، وللاسلام والمسلمين، والعلوم الاسلامية بصفة عامة.
ويسعد وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية أن تقوم بطبع هذا الكتاب القيم المفيد في بابه وموضوعه، وأن تعمل على إخراجه إلى حيز الوجود ورؤية النور، ليكون في متناول العلماء المتخصصين، والأساتذة الباحثين، والطلبة الدارسين، ولتتعزز به المكتبة الاسلامية، وينضاف إلى الكتب الأخرى المصنفة في هذا العلم والمجال، خاصة وهو يتصل بتراجم رواة أصح كتاب في الحديث، هو صحيح الامام البخاري الذي أجمعت الأمة الاسلامية على تلقية بالقبول، وشهدت له بالصدارة منذ تأليفه في سائر القرون والعصور. واعتنى العلماء في المغرب بحفظه وشرحه وتدريسه عبر الأجيال والعهود.
كما يسعدها إن تتوجه إلى الله العلي القدير اللطيف الخبير إن يجعل طبع هذا الكتاب وإخراجه للاستفادة منه حسنة من حسنات المير المؤمنين جلالة الحسن الثاني، وأن يكتبه في سجل أعماله الصالحة، ومآثره الخالدة، ومكارمه الحميدة، وان يديم نصره وعزه، ويسدد خطاه ويحقق مسعاه لما فيه خير الوطن والدين وصلاح أمر الاسلام والمسلمين، وأن يقر الله عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الجليل سيدي محمد، وصنوه المجيد، صاحب السمو المالكي الأمير مولاي رشيد أن يحفظه في سائر أسرته الملكية أنه سميع مجيب.
وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية الدكتور عبد الكبير العلوي المدغري