وقد روى مالك أحاديث لا توجد إلا عند مالك مثل حديث عن بن شهاب عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر لم يتابعه عليه غير بن أبي أويس وكذلك حديثه عن سمي عن أبي صالح ذكوان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السفر قطعة من العذاب لكن مثل حفظ مالك وحاله يحتمل مثل هذا وقد أنكر مالك رحمه الله سؤال الناس له عن حديث المغفر وذلك أنه يرويه عنه عدد كثير ممن هو أسن منه كابن جريج وغيره فسأل عن ذلك فقيل له لا يرويه غيرك فقال لو علمت هذا ما حدثت به ومن ذلك حديث قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان ذلك من حديث شعبة وسعيد بن أبي عروبة وهشام الدستوائي فإذا اتفق الثلاثة عن قتادة فلا خلاف في صحة الحديث وإذا اتفق اثنان وخالفهما ثالث فالقول قول الاثنين وإذا اختلفوا نظر فيه وإذا روى حماد بن سلمة وهمام بن يحيى بن دينار أبو عبد الله العوذي وأبان بن يزيد ومن كان مثلهم من الشيوخ حديثا عن قتادة فخالفهم سعيد بن أبي عروبة وشعبة بن الحجاج وهشام قضي لسعيد وشعبة وهشام وإذا خالفهم سعيد وحده أو شعبة أو هشام توقف فيه
(٢٧٦)