الناس فان عمر (25 ك) بن الخطاب رضي الله عنه قال: إياكم والطمع فان الطمع فقر واليأس غنى وفي العزلة راحة من خلاط السوء وكان سعيد بن المسيب يقول: العزلة عبادة. وكان الناس إذا التقوا انتفع بعضهم ببعض فاما اليوم فقد ذهب ذلك والنجاة (1) في تركهم فيما نرى، وإياك والأمراء والدنو منهم وأن تخالطهم في شئ من الأشياء، وإياك ان تخدع فيقال لك: تشفع فترد عن مظلوم أو مظلمة - فان تلك خدعة إبليس وانما اتخذها فجار القراء سلما. وكان يقال: اتقوا فتنة العابد الجاهل وفتنة العالم الفاجر فان فتنتهما فتنة لكل مفتون. وما كفيت المسألة والفتيا فاغتنم ذلك ولا تنافسهم، وإياك ان تكون ممن يحب ان يعمل بقوله وينشر قوله أو يسمع منه، وإياك وحب الرياسة فان من الناس من تكون الرياسة أحب إليه من الذهب والفضة، وهو باب غامض لا يبصره الا البصير (2) من العلماء السما سمرة، واحذر الرئاء فان الرئاء اخفى من دبيب النمل. وقال حذيفة: سيأتي على الناس زمان يعرض على الرجل الخير (2 م) والشر فلا يدري أيما (3) يركب.
وقد ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال - 4]: لا تزال يد الله عز وجل على هذه الأمة وفي كنفه وفي جواره وجناحه ما لم يمل قراؤهم إلى أمرائهم وما لم يبر خيارهم أشرارهم وما لم يعظم أبرارهم فجارهم فإذا فعلوا ذلك رفعها عنهم وقذف في قلوبهم [الرعب - 5] وانزل بهم الفاقة وسلط عليهم جبابرتهم فساموهم سوء العذاب، وقال: إذا كان ذلك لا يأتيهم أمر يضجون منه الا أردفه بآخر يشغلهم (6) عن ذلك.