فأد رحمك الله حصتك فيهن إلى الله وحصص من لا يستطيع ان يقع موقعك من ولي أمورهم واشتر نفسك بذلك من الله وبمالك فإنك تقرض كريما شاكرا عسى الله ان مس عباده بعقاب نجاك منه أو برحمة يخصك بها وقد كتبت إلى أمير المؤمنين فيهن بكتاب بعثت به إليك لتدفعه إليه ولكن بما أحببت من تقديم القول فيهن سببا اسأل الله ان يجعلك فيما يحب ان يقيم به في عباده معاونا وبالحق فيه قائما وان يؤتيك عليه من لدنه اجرا عظيما والسلام عليك ورحمة الله.
رسالة الأوزاعي إلى عيسى بن علي في جواب من دفع عن نفسه تنبيه الخليفة في امر قاليقلا واستدعاء تذكير الأوزاعي للخليفة.
حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد قال أخبرني أبي قال كتب الأوزاعي إلى عيسى بن علي: اما بعد فان سياحتكم في سبيل الله كان امر هدى وقربة فنسأل الله ان يجعلها غزوة يقطع بها ما كانت فيه هذه الأمة من جهد حدثها ثم لا يعيدها فيه وان يستقبل به التوبة عليهم والعفو عنهم وحسن الخلافة لنبيه صلى الله عليه وسلم فيهم انه رؤوف رحيم ونسأله (78 م) ان يتم لك اجرها وتفضيل النفقة فيها. وقد بلغني كتابك جواب ما كنت كتبت به إليك في اهل قاليقلا تذكر أنه أضر بهم انك لم تر أحدا به طرق يقوم بذلك ولا يذكر به وتأمرني بمحادثتك فيهم ان قضا الله لك من غزاتك إيابا، وصدقت رحمك الله فيما ذكرت فكم من موسوم يرى ان عنده خيرا من اهل الآفاق يقدم على خليفة وآخر مقيم عنده وفي صحابته ليس عنده فضل عن مسألته لنفسه فيذكر بحق ضعيف بعيد الشقة أو مستحوذ عليه في دار الشرك.