فكتب له إلى عامل الخراج وهو ابن الأزرق وكان غلاما لابي جعفر على الخراج قال فلما دفعت إليه وضعه على عينيه فقال: حاجتك؟
فذكرها فقضاها له فلما انصرف ذكر لامرأته فقالت ويحك أهد له هدية، وكان صاحب نحل فملا قمقما له [من - 1] نحاس شهدا واقبل به إلى الأوزاعي فلما رآه الأوزاعي قال ألك حاجة؟ قال فأمر بقبضة وسأله عن خراجه فأخبره انه قد بقي عليه ثمانية دنانير [قال - 2] فتجدها؟
قال قد عسرت علي في أيامي هذه، قال فدخل الأوزاعي (87 م) منزله واخرج إليه الدنانير فقال اذهب حتى تؤديها عنك، فأبى، قال: فخذ قمقمك، قال يا أبا عمرو وأي شئ ذاك؟ انما ذاك من نحلي، قال: أنت اعلم، إن شئت قبلنا منك وقبلت منا والا رددنا عليك كما رددت علينا، قال فأخذ النصراني الدنانير وأخذ الأوزاعي القمقم.
ما ذكر من قول الأوزاعي بالحق عند السلطان وتركه تهيبهم (3) في حين كلامه بالحق حدثنا عبد الرحمن نا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال سمعت أمي تقول لما قدم عبد الله بن علي بن العباس الشام كتب إلى الأوزاعي أن القني فلقيه بالناعورة قال فلما دخلت عليه قال يا عبد الرحمن أما ترى مخرجنا هذا هجرة؟ قال بلغني ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها أو إلى الله ورسوله فهجرته إلى ما هاجر إليه، قال فما تقول في أموال بني أمية؟ قال قلت إن كانوا اخذوها حرام فهي عليهم حرام ابدا وعلى من اخذها