حتى سكن عنا الجوع والعطش، ثم مررنا وتحملنا حتى دخلنا [مدينة - 1] الراية وأوصلنا الكتاب إلى عاملهم فأنزلنا في داره وأحسن الينا وكان يقدم الينا كل يوم القرع ويقول لخادمه هاتي لهم باليقطين المبارك فيقدم الينا من ذاك اليقطين مع [الخبز - 2] أياما فقال واحد منا بالفارسية: لا تدعو باللحم المشؤوم؟ وجعل يسمع الرجل صاحب الدار، فقال: انا أحسن بالفارسية فان جدتي كانت هروية فأتانا بعد ذلك باللحم، ثم خرجنا من هناك وزودنا إلى أن بلغنا مصر.
باب ما ذكر من بدء كتابة أبي رحمه الله الحديث حدثنا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول كتبت الحديث سنة تسع ومائتين وانا ابن أربع عشرة سنة واختلفت تلك السنة إلى المحدثين وكتبت عن عتاب بن زياد المروزي سنة عشر (3) ومائتين قدم علينا من خراسان يريد الحج، وكتبت عن عبد الله بن عاصم سنة عشر أو نحوها كتاب أبي عوانة وانا ابن خمس عشرة [سنة - 4] بخطي، وكنت أفيد الناس عن أبي عبد الرحمن المقرى وانا بالري فيخرج الناس إلى المقرى فيسمعوا منه ويرجعوا وانا بالري، وكتبت عن بشر بن يزيد (5) بن