فإنه قد كان حين تغيرت حال الناس وفيهم بقية يذكرون فيبلغ عنهم ويقولون فيسمع منهم ثم صرت في دولة زمان امر العامة فيه على جفاء لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا وحال الخاصة على أمور متفرقة وعصمة رأي كل فرقة في ألفتها معرفة محبتها الا قليلا فكن رحمك الله للضعفاء بحقوقهم قائما وبأمر سبايا المؤمنات [وولدانهن - 1] مهتما ومن الوجد عليهن من ذل الكفر وتكشف عوراتهن ورد ولدانهن إلى صبغة الكفر بعد الايمان معنيا وبالسعي بالنصيحة لمن لا ولي له ولا مذكر به الا الله عاملا عسى الله ان يجعلك له في الأرض شاهدا وله فيما يحب ان يعمل به مواليا جعلك الله ممن اختصه برحمته فسارع إلى مغفرته وآب إلى رضوانه والسلام عليك (55 د) رسالة الأوزاعي إلى أبي بلج في موعظة الوالي في حسن السيرة في الرعية والمعدلة باهل الذمة.
حدثنا عبد الرحمن انا العباس بن الوليد بن مزيد [قراءة - 2] قال أخبرني أبي قال كتب الأوزاعي إلى أبي بلج: اما بعد صرف الله عنا وعنك الميل عن الحق [من بعد المعرفة - 2]، والجهل عما نفع، واتباع الهوى بغير هدى منه فان ابا الدرداء كان يقول لن تزالوا بخير ما أحببتم خياركم وما قيل فيكم بالحق فعرفتموه فان (79 م) عارف الحق كعامله وقد تقدمك امران اما أحدهما فالكتاب له مصدق والسنة عليه شاهدة والنصر به مؤيد وأمر الناس عليه جامع واما الآخر فالتجوز على الألفة إلى غل لا مودة فيه والى طمع لا أمانة فيه والى بيع حكم لا عمل فيه حتى وهنت القوة وظهر في الاسلام فساده.