انصرف الناس قال وذهب بي أبي معه وقال معاذ بن معاذ وكان الحسن أكبر من محمد بعشر سنين سعيد بن أبي الحسن وكان أصغر من الحسن وقد روى وروي عنه قال أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن ويحيى بن خليف بن عقبة قالا حدثنا أبو خلدة قال رأيت سعيد بن أبي الحسن يصفر لحيته قال أخبرنا الفضل بن عنبسة وعارم بن الفضل قالا حدثنا حماد بن زيد عن يونس بن عبيد قال لما مات سعيد بن أبي الحسن حزن عليه الحسن حزنا شديدا وأمسك عن الكلام حتى عرف ذلك في مجلسه وحديثه قال فكلم في ذلك فقال الحمد لله الذي لم يجعل الحزن عارا على يعقوب ثم قال بئست الدار المفرقة أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا مبارك بن فضالة قال دخلنا على الحسن حين نعي له أخوه وهو يبكي فدخل عليه بكر بن عبد الله فعزاه وقال يا أبا سعيد إنك تعلم الناس وإنهم يرونك تبكي فيذهبون بهذا إلى عشائرهم فيقولون رأينا الحسن يبكي عند المصيبة فيحتجون به على الناس فحمد الله وأثنى عليه وقد خنقته العبرة فقال الحمد لله إن الله جعل هذه الرحمة في قلوب المؤمنين فيرحم بها بعضهم بعضا فتدمع العين ويحزن القلب وليس ذلك بجزع إنما الجزع ما كان من اللسان أو اليد قال ثم قال إن الله لم يجعل حزن يعقوب عليه ذنبا إذ قال وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم ورحم الله سعيد بن أبي الحسن دعا له بدعاء كثير ثم قال ما علمت في الأرض من شدة كانت تنزل بي إلا كان يود أنه كان وقى ذلك بنفسه
(١٧٨)