الفوائد الرجالية - السيد بحر العلوم - ج ٣ - الصفحة ٢٦٠
وقال والده التقي - قدس سره -: (الذي يظهر من الاخبار أنه من أصحاب الاسرار) ثم حكى ما قيل في تضعيفه، وضعفه وبالغ في ذلك (1).
وقال الشيخ الحر - رحمه الله - (2): روى الكشي فيه مدحا وذما
(١) راجع: شرح مشيخة من لا يحضره الفقيه للمولى التقي المجلسي الأول المتوفى سنة ١٠٧٠ ه، توجد نسخته المخطوطة في مكتبة الحسينية الشوشترية في النجف الأشرف.
(٢) ما قاله الحر العاملي في (تحرير وسائل الشيعة) - الذي تقدم التعريف به في تعليقتنا (ص ٤٥) من هذا الجزء - نقله سيدنا - طاب ثراه - في الأصل بالمعنى أما نص ما ذكره الحر - رحمه الله - على ما نقله الشيخ عبد النبي الكاظمي في (تكملة نقد الرجال) المخطوط - هكذا: (محمد بن سنان، وقد اختلف في توثيقه وتضعيفه والأقوى التوثيق كما وثقه بعض مشايخنا المعاصرين، فقد وثقة المفيد وجماعة، منهم الحسن بن أبي شعبة في (تحف العقول) وابن طاووس في كتاب (التتمات والمهمات) وروى الكشي ما يدل على توثيقه وروى له ذما كأمثاله من الخواص، ووجهه التقية كما وقع التصريح به من الصادق - عليه السلام - عموما، ولعل ذلك سبب التضعيف مع الغفلة عن كونه تقية، ومن أنه قال عند موته ما حاصله: إن ما رواه لم يسمعه كله ولكنه وجده، وقد أنكر عليه بعض معاصريه ذلك، كما نقله الكشي، وقد روى الكليني وغيره في جواز الفتيا الرواية بذلك، وإن كان السماع ونحوه أقوى وهذا دليل على كمال احتياطهم في الرواية، أو سببه رواية بعض أحاديث الغلو والتخليط، والتضعيف مخصوص بها، وقد روى مثلها الثقات، بل معاني بعضها موجود في بعض الآيات، وهو لا يقتضي الضعف لأنه من المتشابهات المأولات بالمجاز أو الاضمار، أو نحوهما، وقد أشار إلى ذلك الشيخ في (الفهرست) حيث روى جميع رواياته إلا ذلك القسم، وقد عده في كتاب الغيبة من خواصهم عليهم السلام - الممدوحين، وروى فيه حديثا، ويظهر من بعض الروايات أنه كان وكيلا، وهو يدل على التوثيق).
وأما ما ذكره الحر - رحمه الله - في الفائدة الثانية عشرة من الفوائد التي ذكرها في خاتمة (وسائل الشيعة) في تراجم الرجال الذين ذكرهم فيه (ج 3 ص 574) طبع إيران، ما هذا نصه: (إن الكشي روى له مدحا جليلا يدل على التوثيق) ثم قال: (وضعفه النجاشي والشيخ ظاهرا، والذي يقتضيه النظر أن تضعيفه إنما هو من ابن عقدة الزيدي، ففي قبوله نظر، وقد صرح النجاشي بنقل التضعيف عنه وكذا الشيخ، ولم يجز ما يضعفه، على أنهم ذكروا وجهه وهو أنه قال - عند موته -: كل ما رويته لكم لم يكن لي سماعا وإنما وجدته، وهو لا يقتضي الضعف إلا بالنسبة إلى الاحتياط التام في الرواية...) الخ.