ولا ضارورة ولا تضرة (1).
وظاهره: أن في هذه الاستعمالات يكون الضرر بمعنى الضيق.
وقال في القاموس: الضرر الضيق (2).
وفي المنجد: الضر والضر والضرر ضد النفع، الشدة والضيق وسوء الحال، النقصان يدخل في الشيء (3).
أقول: ولعل منه الضراء في مقابل السراء، بمعنى الشدة والقحط.
وعن المصباح: الضر بمعنى فعل المكروه، وضره فعل به مكروها (4).
ومما ذكرنا يعلم: أن استعمال " الضرر " و " الضرار " و " المضار " في حديث الضرر ليس باعتبار أن الضرر أعم من الضرر] في [العرض كما شاع في الألسن (5)، فإن استعماله بمعنى الهتك والانتقاص في العرض مما لم يعهد في لغة ولا عرف، وإنما استعماله في قضية سمرة بمعنى الضيق والشدة وإيصال الحرج والمكروه، فقوله: (ما أراك يا سمرة إلا مضارا); أي مضيقا ومورثا للشدة والحرج والمكروه على أخيك; أي لا تريد إلا التشديد والتضييق على الأنصاري، وليس معنى كونه مضارا; أي هاتكا للحرمة بدخوله منزل الأنصاري ونظره إلى أهله، (6) ولعل الناظر إلى ألفاظ الرواية والمتدبر في