وذلك انه يمكن أن يقال: ان المعلوم في نفسه إذا كان من باب ما يمكن السبق إلى الاعتقاد لنفيه أما لشبهة أو تقليد، لم يجر الله تعالى العادة بفعل العلم الضروري. وان كان مما لا يجوز أن يدعوا العقلاء داع إلى اعتقاد نفيه، ولا تعرض لشبهة في مثله، - كالخبر عن البلدان - وجاز أن يكون العمل به ضروريا عند الخبر على ما ذكرناه.
وليس لاحد أن يقول: أجيزوا {1} أن يكون في العقلاء المخالطين لنا السامعين للاخبار من سبق إلى اعتقاد منع من فعل العلم الضروري له فإذا أخبركم بأنه لا يعرف بعض البلدان الكبار، والحوادث العظام، مع سماعه الاخبار، وكمال عقله، كان صادقا.
وذلك انا نعلم ضرورة انه لا داعى للعقلاء يدعوهم إلى]
____________________
{1} قوله (أجيزوا الخ) يمكن المناقشة بأن السبق إلى الشبهة ليس مانعا من فعل العلم الضروري مطلقا كما مر.
{2} قوله (لا داعي للعقلاء) قد يناقش فيه بالمنع وهو غير متجه، ودعوى حصول شبهة لبعض العقلاء لو سلم، يندفع بأن المراد انه ليس بمتعارف، بل هو
{2} قوله (لا داعي للعقلاء) قد يناقش فيه بالمنع وهو غير متجه، ودعوى حصول شبهة لبعض العقلاء لو سلم، يندفع بأن المراد انه ليس بمتعارف، بل هو