وأي فرق أيضا بين أخبار البلدان، وبين خبر النص الجلى الذي يتفرد بنقله الامامية؟ وألا أجزتم أن يكون العلم بذلك كله ضروريا كما أجزتموه في أخبار البلدان وما أشبهها؟ وليس يمتنع أن يكون السبق إلى اعتقاد مانعا من فعل العلم الضروري بالعادة، كما ان السبق إلى الاعتقاد بخلاف ما يولده النظر عند مخالفينا مانع من توليد النظر والعلم، وإذا جاز ذلك فيما هو سبب موجب فأولى أن يجوز فيما طريقه العادة.
وليس {2} لاحد أن يقول: فيجب على هذا أن لا يفعل العلم (الضروري) لمن سبق إلى اعتقاد لنفي ذلك المعلوم. ويفعل لمن لم]
____________________
{1} قوله (سوى القرآن) اما لان الشبهة انما يتطرق في وجود المعجزات ووجود القرآن ضروري لا يتطرق إليه شبهة، وصدوره عن النبي صلى الله عليه وآله أيضا لا يتطرق إليه شبهة تدل على عدمه، إذ معلوم عندهم انه لم يصدر عن أنبيائهم واما لان عدد المخبرين فيه، زاد على أقل عدد التواتر المفيد للعلم الضروري يكثر بحيث لم يحتج إلى وجود هذا الشرط في إفادة العلم الضروري.
{2} قوله (وليس لاحد) ظاهره انه نقص لدليل الاشتراط. فالجواب توجيه للاشتراط بحيث لا يرد على دليله النقض والبحث الثاني نقض للدليل على التوجيه المذكور في الجواب، وجوابه منع فيه استظهار بدعوى ضرورة.
{2} قوله (وليس لاحد) ظاهره انه نقص لدليل الاشتراط. فالجواب توجيه للاشتراط بحيث لا يرد على دليله النقض والبحث الثاني نقض للدليل على التوجيه المذكور في الجواب، وجوابه منع فيه استظهار بدعوى ضرورة.