تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٥ - الصفحة ١٩٩
إنك مبين وظنه صلى الله عليه وسلم يتاخم اليقين (فأراد) أي فرعون (أن يستفزهم) أي يستخفهم ويزعجهم «من الأرض» أرض مصر أو من الأرض مطلقا بالقتل كقوله سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم «فأغرقناه ومن معه جميعا» فعكسنا عليه مكره واستفززناه وقومه بالإغراق «وقلنا من بعده» من بعد إغراقهم «لبني إسرائيل اسكنوا الأرض» التي أراد أن يستفزكم منها «فإذا جاء وعد الآخرة» الكرة الآخرة أو الحياة أو الساعة والدار الآخرة أي قيام القيامة «جئنا بكم لفيفا» مختلطين إياكم وإياهم ثم نحكم بينكم ونميز سعداءكم من أشقيائكم اللفيف الجماعات من قبائل شتى «وبالحق أنزلناه وبالحق نزل») أي وما أنزلنا القرآن إلا ملتبسا بالحق المقتضى لإنزاله وما نزل إلا ملتبسا بالحق الذي اشتمل عليه أو ما أنزلناه من السماء الا محفوظا وما نزل على الرسول الا محفوظا من تخليط الشياطين ولعل المراد بيان عدم اعتراء البطلان له أول الأمر وآخره «وما أرسلناك إلا مبشرا» للمطيع بالثواب «ونذيرا» للعاصي من العقاب وهو تحقيق لحقية بعثته صلى الله عليه وسلم إثر تحقيق حقية إنزال القرآن «وقرآنا» منصوب بمضمر يفسره قوله تعالى «فرقناه» وقرئ بالتشديد دلالة على كثرة نجومه «لتقرأه على الناس على مكث» على مهل وتثبت فإنه أيسر للحفظ وأعون على الفهم وقرئ بالفتح وهو لغة فيه «ونزلناه تنزيلا» حسبما تقتضيه الحكمة والمصلحة ويقع من الحوادث والواقعات «قل» للذين كفروا «آمنوا به أو لا تؤمنوا» فإن ايمانكم به لا يزيده كمالا وامتناعكم لا يورثه نقصا «إن الذين أوتوا العلم من قبله» أي العلماء الذين قرءوا الكتب السالفة من قبل تنزيله وعرفوا حقيقة الوحي وأمارات النبوة وتمكنوا من التمييز بين الحق والباطل والمحق والمبطل ورأوا فيها نعتك ونعت ما انزل إليك (إذا يتلى) أي القرآن «عليهم يخرون للأذقان» أي يسقطون على وجوههم «سجدا» تعظيما لأمر الله تعالى أو شكرا لانجاز ما وعد به في تلك الكتب من بعثتك وتخصيص الأذقان بالذكر للدلالة على كمال التذلل إذ حينئذ يتحقق الخرور عليها وإيثار اللام للدلالة على اختصاص الخرور بها كما في قوله [فخر صريعا لليدين وللفم وهو تعليل لما يفهم من قوله تعالى آمنوا به أو لا تؤمنوا من عدم المبالاة بذلك أي إن لم تؤمنوا به فقد آمن به أحسن إيمان من هو خير منكم ويجوز أن يكون تعليلا لقل على سبيل التسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه قيل تسل بإيمان العلماء عن إيمان الجهلة ولا تكترث بإيمانهم وإعراضهم
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سورة الرعد 2
2 قوله تعالى: وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أ إنا لفي خلق جديد. 6
3 قوله تعالى: أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب. 16
4 قوله تعالى: مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم و ظلها تلك عقبى الذين اتقوا. 25
5 سورة إبراهيم 30
6 قوله تعالى: قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض. 36
7 قوله تعالى: ألهم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار. 45
8 الجزء الرابع عشر (سورة الحجر) قوله تعالى: الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين. 63
9 قوله تعالى: نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم و أن عذابي هو العذاب الأليم. 80
10 (سورة النحل) قوله تعالى: أتى أمر الله فلا تستعجلوه. 94
11 قوله تعالى: وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة. 110
12 قوله تعالى: وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فارهبون. 119
13 قوله تعالى: ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ ومن رزقناه منا رزقا حسنا. 129
14 قوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى. 136
15 قوله تعالى: يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها و توفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون. 144
16 الجزء الخامس عشر (سورة الإسراء) قوله تعالى: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير. 154
17 قوله تعالى: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا. 166
18 قوله تعالى: وقل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم. 177
19 قوله تعالى: ولقد كرمنا بني آدم و حملناهم في البر والبحر و رزقناهم من الطيبات. 186
20 قوله تعالى: أولم يروا أن الله خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم. 197
21 (سورة الكهف) 202
22 قوله تعالى: وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين. 211
23 قوله تعالى: واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب و حففناهما بنخل. 221
24 قوله تعالى: ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم. 228
25 الجزء السادس عشر قوله تعالى: قال ألم أقل لك إنك تستطيع معي صبرا. 236
26 قوله تعالى: وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا. 247
27 (سورة مريم عليها السلام) 252
28 قوله تعالى: فحملته فانتبذت به مكانا قصيا. 261
29 قوله تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف تلقون غيا. 272