تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٣ - الصفحة ١٧
نصارى أخذنا ميثاقهم» بيان لقبائح النصارى وجناياتهم اثر بيان قبائح اليهود وخياناتهم ومن متعلقة بأخذنا إذ التقدير واخذنا من الذين قالوا انا نصارى ميثاقهم وتقديم الجار والمجرور للاهتمام به ولان ذكر حال احدى الطائفتين مما يوقع في ذهن السامع ان حال الأخرى ماذا فكأنه قيل ومن الطائفة الأخرى أيضا أخذنا ميثاقهم وقيل هي متعلقة بمحذوف وقع خبرا لمبتدأ محذوف قامت صفته أو صلته مقامه أي ومنهم قوم أخذنا ميثاقهم أو من أخذنا ميثاقهم وضمير ميثاقهم راجع إلى الموصوف المقدر واما في الوجه الأول فراجع إلى الموصول وقيل راجع إلى بني إسرائيل أي أخذنا من هؤلاء ميثاق أولئك أي مثل ميثاقهم من الايمان بالله والرسل وبما يتفرع على ذلك من افعال الخير وانما نسب تسميتهم نصارى إلى أنفسهم دون ان يقال ومن النصارى ايذانا بأنهم في قولهم نحن أنصار الله بمعزل من الصدق وانما هو تقول محض منهم وليسوا من نصرة الله تعالى في شيء أو اظهارا لكمال سوء صنيعهم ببيان التناقض بين أقوالهم وافعالهم فان ادعائهم لنصرته تعالى يستدعى ثباتهم على طاعته تعالى ومراعاة ميثاقه «فنسوا» عقيب اخذ الميثاق من غير تلعثم «حظا» وافرا «مما ذكروا به» في تضاعيف الميثاق من الايمان بالله تعالى وغير ذلك حسبما مر انفا وقيل هو ما كتب عليهم في الإنجيل من ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فتركوه ونبذوه وراء ظهورهم واتبعوا أهوائهم فاختلفوا وتفرقوا نسطورية ويعقوبية وملكانية أنصارا للشيطان «فأغرينا» أي ألزمنا وألصقنا من غرى بالشيء إذ لزم ولصق به وأغراه غيره ومنه الغراء وقوله تعالى «بينهم» اما ظرف لأغرينا أو متعلق بمحذوف وقع حالا من مفعوله أي أغرينا «العداوة والبغضاء» كائنة بينهم ولا سبيل إلى جعله ظرفا لهما لان المصدر لا يعمل فيما قبله وقوله تعالى «إلى يوم القيامة» اما غاية للاغراء أو للعداوة والبغضاء أي يتعادون ويتباغضون إلى يوم القيامة حسبنا تقتضيه أهواؤهم المختلفة وآرائهم الزائغة المؤدية إلى التفرق والى الفرق الثلاث فضمير بينهم لهم خاصة وقيل لهم ولليهود أي أغرينا العداوة والبغضاء بين اليهود والنصارى «وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون» وعيد شديد بالجزاء والعذاب كقول الرجل لمن يتوعده سأخبرك بما فعلت أي يجازيهم بما عملوا على الاستمرار من نقض الميثاق ونسيان الحظ الوافر مما ذكروا به وسوف لتأكيد الوعيد والالتفات إلى ذكر الاسم الجديد لتربية المهابة وادخال الروعة لتشديد الوعيد والتعبير عن العمل بالصنع للايذان برسوخهم في ذلك وعن المجازاة بالتنبئة للتنبيه على انهم لا يعلمون حقيقة ما يعملونه من الاعمال الشيئة واستتباعها للعذاب فيكون ترتيب العذاب عليها في إفادة العلم بحقيقة حالها بمنزلة الاخبار بها «يا أهل الكتاب» التفات إلى خطاب الفريقين على ان الكتاب جنس شامل للتوراة والإنجيل اثر بيان أحوالهما من الخيانة وغيرها من فنون القبائح ودعوة لهم إلى الايمان برسول الله صلى الله عليه وسلم والقران وإيرادهم بعنوان أهلية الكتاب لانطواء كلام المصدر به على ما يتعلق بالكتاب
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 5 - سورة المائدة قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 2
2 قوله تعالى: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل. 14
3 قوله تعالى: واتل عليهم بناء بني آدم بالحق. 26
4 قوله تعالى: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. 36
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. 47
6 قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. 60
7 (الجزء السابع) قوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. 71
8 قوله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. 82
9 قوله تعالى: يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم. 93
10 6 _ سورة الأنعام 104
11 قوله تعالى: وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم. 116
12 قوله تعالى: إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله. 129
13 قوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. 143
14 قوله تعالى: وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة. 151
15 قوله تعالى: إن الله فالق الحب والنوى. 164
16 (الجزء الثامن) قوله تعالى: ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة. 174
17 قوله تعالى: لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون. 184
18 قوله تعالى: هو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات. 191
19 قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا. 197
20 7 - سورة الأعراف قوله تعالى: المص. 209
21 قوله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. 224
22 قوله تعالى: وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. 230
23 قوله تعالى: وإلى عاد أخاهم هودا و قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 237
24 (الجزء التاسع) قوله تعالى: قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنكما شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا. 248
25 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون. 260
26 قوله تعالى: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة. 268
27 قوله تعالى: واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الآخرة إنا هدنا إليك. 278
28 قوله تعالى: وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة و ظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه. 289
29 قوله تعالى: هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها ليسكن إليها. 302