تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٣ - الصفحة ١٤٥
لا يجاوزون ما حدا بهم بزيادة أو نقصان والجملة حال من رسلنا وقيل مستأنفة سيقت لبيان اعتنائهم بما أمروا به وقوله تعالى «ثم ردوا» عطف على توفته والضمير للكل المدلول عليه بأحدكم وهو السر في مجيئه بطريق الالتفات تغليبا والإفراد أولا والجمع ى خرا لوقوع التوفي على الانفراد والرد على الاجتماع أي ثم ردوا بعد البعث بالحشر «إلى الله» 6 أي إلى حكمه وجزائه في موقف الحساب «مولاهم» اي مالكهم الذي يلي أمورهم على الإطلاق لا ناصرهم كما في قوله تعالى وأن الكافرين لا مولى لهم «الحق» الذي لا يقضي إلا بالعدل وقرى بالنصب على المدح «ألا له الحكم» يومئذ صورة ومعنى لا لأحد غيره بوجه من الوجوه «وهو أسرع الحاسبين» يحاسب جميع الخلائق في اسرع زمان وأقصره لا يشغله حساب عن حساب ولا شأن عن شأن وفي الحديث أن الله تعالى يحاسب الكل في مقدار حلب شاة «قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر» أي قل تقريرا لهم بانحطاط شركائهم عن رتبة الإلهية من ينجيكم من شدائدهما الهائلة التي تبطل الحواس وتدهش العقول ولذلك استعير لها الظلمات المبطلة لحاسة البصر يقال لليوم الشديد يوم مظلم ويوم ذو كواكب أو من الخسف في البر والغرق في البحر وقرئ ينجيكم من الإنجاء والمعنى واحد وقوله تعالى «تدعونه» نصب على الحالية من مفعول ينجيكم والضمير لمن أي من ينجيكم منها حال كونكم داعين له أو من فاعله أي من ينجيكم منها حال كونه مدعوا من جهتكم وقوله تعالى «تضرعا وخفية» إما حال من فاعل تدعونه أو مصدر مؤكد له أي تدعونه متضرعين جهارا ومسرين أو تدعونه دعاء إعلان وإخفاء وقرئ خفية بكسر الخاء وقوله تعالى «لئن أنجيتنا» حال من الفاعل أيضا على تقدير القول أي تدعونه قائلين لئن أنجيتنا «من هذه» الشدة والورطة التي عبر عنها بالظلمات «لنكونن من الشاكرين» أي الراسخين في الشكر المداومين عليه لأجل هذه النعمة أو جميع النعماء التي من جملتها هذه وقرئ لئن أنجانا مراعاة لقوله تعالى تدعونه «قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب» أمر صلى الله عليه وسلم بتقرير الجواب مع كونه من وظائفهم للإيذان بأنه متعين عندهم ولبناء قوله تعالى «ثم أنتم تشركون» عليه أي الله تعالى وحده ينجيكم مما تدعونه إلى كشفه من الشدائد المذكورة وغيرها من الغموم والكرب ثم أنتم بعد ما تشاهدون هذه النعم الجليلة تشركون بعبادته تعالى غيره وقرئ ينجيكم بالتخفيف
(١٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 5 - سورة المائدة قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 2
2 قوله تعالى: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل. 14
3 قوله تعالى: واتل عليهم بناء بني آدم بالحق. 26
4 قوله تعالى: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. 36
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. 47
6 قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. 60
7 (الجزء السابع) قوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. 71
8 قوله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. 82
9 قوله تعالى: يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم. 93
10 6 _ سورة الأنعام 104
11 قوله تعالى: وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم. 116
12 قوله تعالى: إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله. 129
13 قوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. 143
14 قوله تعالى: وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة. 151
15 قوله تعالى: إن الله فالق الحب والنوى. 164
16 (الجزء الثامن) قوله تعالى: ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة. 174
17 قوله تعالى: لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون. 184
18 قوله تعالى: هو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات. 191
19 قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا. 197
20 7 - سورة الأعراف قوله تعالى: المص. 209
21 قوله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. 224
22 قوله تعالى: وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. 230
23 قوله تعالى: وإلى عاد أخاهم هودا و قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 237
24 (الجزء التاسع) قوله تعالى: قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنكما شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا. 248
25 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون. 260
26 قوله تعالى: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة. 268
27 قوله تعالى: واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الآخرة إنا هدنا إليك. 278
28 قوله تعالى: وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة و ظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه. 289
29 قوله تعالى: هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها ليسكن إليها. 302