لا يجاوزون ما حدا بهم بزيادة أو نقصان والجملة حال من رسلنا وقيل مستأنفة سيقت لبيان اعتنائهم بما أمروا به وقوله تعالى «ثم ردوا» عطف على توفته والضمير للكل المدلول عليه بأحدكم وهو السر في مجيئه بطريق الالتفات تغليبا والإفراد أولا والجمع ى خرا لوقوع التوفي على الانفراد والرد على الاجتماع أي ثم ردوا بعد البعث بالحشر «إلى الله» 6 أي إلى حكمه وجزائه في موقف الحساب «مولاهم» اي مالكهم الذي يلي أمورهم على الإطلاق لا ناصرهم كما في قوله تعالى وأن الكافرين لا مولى لهم «الحق» الذي لا يقضي إلا بالعدل وقرى بالنصب على المدح «ألا له الحكم» يومئذ صورة ومعنى لا لأحد غيره بوجه من الوجوه «وهو أسرع الحاسبين» يحاسب جميع الخلائق في اسرع زمان وأقصره لا يشغله حساب عن حساب ولا شأن عن شأن وفي الحديث أن الله تعالى يحاسب الكل في مقدار حلب شاة «قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر» أي قل تقريرا لهم بانحطاط شركائهم عن رتبة الإلهية من ينجيكم من شدائدهما الهائلة التي تبطل الحواس وتدهش العقول ولذلك استعير لها الظلمات المبطلة لحاسة البصر يقال لليوم الشديد يوم مظلم ويوم ذو كواكب أو من الخسف في البر والغرق في البحر وقرئ ينجيكم من الإنجاء والمعنى واحد وقوله تعالى «تدعونه» نصب على الحالية من مفعول ينجيكم والضمير لمن أي من ينجيكم منها حال كونكم داعين له أو من فاعله أي من ينجيكم منها حال كونه مدعوا من جهتكم وقوله تعالى «تضرعا وخفية» إما حال من فاعل تدعونه أو مصدر مؤكد له أي تدعونه متضرعين جهارا ومسرين أو تدعونه دعاء إعلان وإخفاء وقرئ خفية بكسر الخاء وقوله تعالى «لئن أنجيتنا» حال من الفاعل أيضا على تقدير القول أي تدعونه قائلين لئن أنجيتنا «من هذه» الشدة والورطة التي عبر عنها بالظلمات «لنكونن من الشاكرين» أي الراسخين في الشكر المداومين عليه لأجل هذه النعمة أو جميع النعماء التي من جملتها هذه وقرئ لئن أنجانا مراعاة لقوله تعالى تدعونه «قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب» أمر صلى الله عليه وسلم بتقرير الجواب مع كونه من وظائفهم للإيذان بأنه متعين عندهم ولبناء قوله تعالى «ثم أنتم تشركون» عليه أي الله تعالى وحده ينجيكم مما تدعونه إلى كشفه من الشدائد المذكورة وغيرها من الغموم والكرب ثم أنتم بعد ما تشاهدون هذه النعم الجليلة تشركون بعبادته تعالى غيره وقرئ ينجيكم بالتخفيف
(١٤٥)