تفسير أبي السعود - أبي السعود - ج ٣ - الصفحة ١٤١
يؤدي إلى الضرر أو عمله ملتبسا بجهالة «ثم تاب من بعده» أي من بعد مله أو من بعد سفهه «وأصلح» أي ما أفسده تداركا وعزما على أن لا يعود إليه ابدا «فإنه غفور رحيم» أي فأمره أنه غفور رحيم أو فله أنه غفور رحيم وقرئ فإنه بالكسر على أنه استئناف وقع في صدر الجملة الواقعة خبرا لمن على أنها موصولة أو جوابا لها على أنها شرطية «وكذلك نفصل الآيات» قد مر آنفا ما فيه من الكلام أي هذا التفصيل البديع نفصل الآيات في صفة أهل الطاعة وأهل الإجرام المصرين منهم والأوابين «ولتستبين سبيل المجرمين» بتأنيث الفعل بناء على تأنيث الفاعل وقرئ بالتذكير بناء على تذكيره فإن السبيل مما يذكر ويؤنث وهو عطف على علة محذوفة للفعل المذكور لم يقصد تعليله بها بعينها وإنما قصد الإشعار بأن له فوائد جمة من جملتها ما ذكر أو علة لفعل مقدر هو عبارة عن المذكور فيكون مستأنفا أي ولتستبين سبيلهم نفعل ما نفعل من التفصيل وقرئ بنصب السبيل على أن العف متعد وتاؤه للخطاب أي ولتستوضح أنت يا محمد سبيل المجرمين فتعاملهم بما يليق بهم «قل إني نهيت» أمر صلى الله عليه وسلم بالرجوع إلى مخاطبة المصرين على الشرك إثر ما أمر بمعاملة من عداهم من أهل الإنذار والتبشير بما يليق بحالهم أي قل لهم قطعا لأطماعهم الفارغة عن ركونه صلى الله عليه وسلم إليهم وبيانا لكون ما هم عليه من الدين هوى محضا وضلالا بحتا إني صرفت وزجرت بما نصب لي من الأدلة وأنزل على من الآيات في أمر التوحيد «أن أعبد الذين تدعون» أي عن عبادة ما تعبدونه «من دون الله» كائنا ما كان «قل» كرر الأمر مع قرب العهد اعتناء بشأن المأمور به أو إيذانا باختلاف المقولين من حيث إن الأول حكاية لما من جهته تعالى من النهي والثاني حكاية لما من جهته صلى الله عليه وسلم من الانتهاء عما ذكر من عبادة ما يعبدونه وإنما قيل «لا أتبع أهواءكم» استجهالا لهم وتنصيصا على أنهم فيما هم فيه تابعون لأهواء باطلة وليسوا على شيء مما ينطلق عليه الدين أصلا وإشعارا بما يوجب النهي والانتهاء وقوله تعالى «قد ضللت إذا» استئناف مؤكد لانتهائه عما نهي عنه مقرر لكونهم في غاية الضلال والغواية أي إن اتبعت أهواءكم فقد ضللت وقوله تعالى «وما أنا من المهتدين» عطف على ما قبله والعدول إلى الجملة الاسمية للدلالة على الدوام والاستمرار رأي دوام النفي واستمراره لا نفي الدوام والاستمرار كما مر مرارا أي ما أنا في شيء من الهدى حين أكون في عدادهم وقوله تعالى «قل إني على بينة» تحقيق للحق الذي عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان لاتباعه غياه إثر إبطال الباطل الذي عليه الكفرة وبيان عدم
(١٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 5 - سورة المائدة قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود 2
2 قوله تعالى: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل. 14
3 قوله تعالى: واتل عليهم بناء بني آدم بالحق. 26
4 قوله تعالى: يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر. 36
5 قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء. 47
6 قوله تعالى: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. 60
7 (الجزء السابع) قوله تعالى: لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا. 71
8 قوله تعالى: جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس. 82
9 قوله تعالى: يوم يجمع الله الرسل فيقول ما ذا أجبتم. 93
10 6 _ سورة الأنعام 104
11 قوله تعالى: وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم. 116
12 قوله تعالى: إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله. 129
13 قوله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. 143
14 قوله تعالى: وإذا قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة. 151
15 قوله تعالى: إن الله فالق الحب والنوى. 164
16 (الجزء الثامن) قوله تعالى: ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة. 174
17 قوله تعالى: لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بما كانوا يعملون. 184
18 قوله تعالى: هو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات. 191
19 قوله تعالى: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا. 197
20 7 - سورة الأعراف قوله تعالى: المص. 209
21 قوله تعالى: يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا. 224
22 قوله تعالى: وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين. 230
23 قوله تعالى: وإلى عاد أخاهم هودا و قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. 237
24 (الجزء التاسع) قوله تعالى: قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنكما شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا. 248
25 قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون. 260
26 قوله تعالى: وواعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة. 268
27 قوله تعالى: واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة و في الآخرة إنا هدنا إليك. 278
28 قوله تعالى: وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة و ظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه. 289
29 قوله تعالى: هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها ليسكن إليها. 302