في البحر مرفوع شراعها، فإذا رجل يقول: يا أهل السفينة، قفوا سبع مرار، فقلنا: ألا ترى على أي حال نحن، ثم قال في السابعة، قفوا أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، أنه من عطش نفسه لله في يوم حار من أيام الدنيا شديد الحر، كان حقا على الله أن يرويه يوم القيامة، فكان أبو موسى يبتغي اليوم الشديد الحر، فيصومه. انتهى.
قال يوسف بن يحيى التادلي في " كتاب التشوف "، وخرج عبد الرزاق في " مصنفه " عن هشام بن حسان (1)، عن واصل بن لقيط، عن أبي بردة، عن أبي موسى الأشعري، قال: " غزا الناس برا وبحرا، فكنت ممن غزا في البحر، فبينما نحن نسير في البحر، إذ سمعنا صوتا يقول: يأهل السفينة، قفوا أخبركم، فنظرنا يمينا وشمالا، فلم نر شيئا إلا لجة البحر، ثم نادى الثانية، حتى نادى سبع مرات، يقول كذلك، قال أبو موسى: فلما كانت السابعة، قمت، فقلت: ما تخبرنا؟ قال: أخبركم بقضاء قضاه الله على نفسه، أن من عطش لله في يوم حار، أن يرويه الله يوم القيامة " (2)، وذكره ابن حبيب في " الواضحة "، بلفظ آخر. انتهى.
قال ابن المبارك: وأخبرنا أبو بكر بن أبي مريم الغساني (3)، قال: حدثني ضمرة بن حبيب (4)، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل شئ بابا، وإن باب العبادة الصيام " (5). انتهى.