قال ابن عطاء الله في " لطائف المنن ": وإذا أراد الله أن يعطي عبدا شيئا وهبه الاضطرار إليه فيه، فيطلبه بالاضطرار، فيعطى، وإذا أراد الله أن يمنع عبدا أمرا، منعه الاضطرار إليه فيه، ثم منعه إياه، فلا يخاف عليك أن تضطر، وتطلب، فلا تعطى، بل يخاف عليك أن تحرم الاضطرار، فتحرم الطلب، أو تطلب بغير اضطرار، فتحرم العطاء.
انتهى.
وقوله سبحانه: (و ليؤمنوا بي)، قال أبو رجاء: في أنني أجيب دعاءهم، وقال غيره: بل ذلك دعاء إلى الإيمان بجملته.
(أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم و أنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم و عفا عنكم فالآن باشروهن و ابتغوا ما كتب الله لكم و كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل و لا تباشروهن و أنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون (187) و لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل و تدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم و أنتم تعلمون (188)) وقوله تعالى: (أحل لكم ليلة الصيام...) الآية: لفظة (أحل تقتضي أنه كان محرما قبل ذلك (1)، و (ليلة): نصب على الظرف.
و (الرفث): كناية عن الجماع، لأن الله تعالى كريم يكنى، قاله ابن عباس (2) وغيره، والرفث في غير هذا: ما فحش من القول، وقال أبو إسحاق (3): الرفث: كل ما يأتيه الرجل، مع المرأة من قبلة، ولمس (4).
* ع (5) *: أو كلام في هذا المعنى، وسبب هذه الآية فيما قال ابن عباس وغيره: إن جماعة من المسلمين اختانوا أنفسهم، وأصابوا النساء بعد النوم، أو بعد صلاة العشاء على