* ت *: وليس هذا باختلاف قول.
قال ابن رشد في " البيان ": الدعاء عبادة من العبادات يؤجر فيها الأجر العظيم، أجيبت دعوته فيما دعا به، أو لم تجب، وهأنا انقل، إن شاء الله، من صحيح الأحاديث في هذا المحل ما يثلج له الصدر، وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تعجزوا عن الدعاء، فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد " رواه الحاكم أبو عبد الله في " المستدرك " على الصحيحين، وابن حبان في " صحيحه "، واللفظ له، وقال الحاكم:
صحيح الإسناد (1)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء:
سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض " رواه الحاكم في " المستدرك "، وقال: صحيح (2)، وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يدعو الله بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقف بين يديه، فيقول: عبدي، إني أمرتك، أن تدعوني، ووعدتك أن أستجيب لك، فهل كنت تدعوني، فيقول: نعم، يا رب، / فيقول: أما أنك لم تدعني بدعوة إلا استجبت لك، أليس دعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك، أن أفرج عنك ففرجت عنك؟! فيقول: نعم، يا رب، فيقول: فإني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني يوم كذا وكذا لغم نزل بك، أن أفرج عنك، فلم تر فرجا؟ قال: نعم، يا رب، فيقول: إني ادخرت لك بها في الجنة كذا وكذا [و] كذا و كذا، ودعوتني في حاجة أقضيها لك في يوم كذا وكذا، فقضيتها، فيقول: نعم، يا رب، فيقول: فإني عجلتها لك في الدنيا، ودعوتني في يوم كذا وكذا في حاجة أقضيها لك، فلم تر قضاءها، فيقول: نعم، يا رب، فيقول:
إني ادخرت لك في الجنة كذا وكذا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فلا يدع الله دعوة دعا بها عبده المؤمن إلا بين له إما أن يكون عجل له في الدنيا، وإما أن يكون أدخر له في الآخرة، قال:
فيقول المؤمن في ذلك المقام: يا ليته لم يكن عجل له شئ من دعائه "، رواه الحاكم في " المستدرك (3) ".