تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٤٩
إليكم وحجة عليكم وانما يعظم الأمور بما عظمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل وأهل العلم بالله وذكر لنا ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في خطبته لا ايمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له.
أقول ظاهر كلامه حمل العهد والميثاق في الآية الكريمة على ما يدور بين الناس أنفسهم وقد عرفت ان ظاهر السياق خلافه.
وفى الكافي باسناده عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: " الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل " قال قرابتك وفيه أيضا باسناد آخر عنه قال: قلت لأبي عبد الله (ع) الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل قال نزلت في رحم آل محمد وقد يكون في قرابتك ثم قال ولا تكونن ممن يقول في الشئ انه في شئ واحد.
أقول يعنى لا تقصر القرآن على معنى واحد إذا احتمل معنى آخر فان للقرآن ظهرا وبطنا وقد جعل الله مودة ذي القربى وهى من الصلة اجر الرسالة في قوله:
" قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى " الشورى: 23 ويدل على ما ذكرنا الرواية الآتية.
وفى تفسير العياشي عن عمر بن مريم قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله " الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل " قال من ذلك صلة الرحم وغاية تأويلها صلتك ايانا وفيه عن محمد بن الفضيل قال سمعت العبد الصالح يقول: الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل قال هي رحم آل محمد معلقة بالعرش تقول اللهم صل من وصلني و اقطع من قطعني وهى تجرى في كل رحم.
أقول وفي هذه المعاني روايات اخر وقد تقدم معنى تعلق الرحم بالعرش في تفسير أوائل سورة النساء في الجزء الرابع من الكتاب.
وفى الكافي باسناده عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله (ع) قال: ومما فرض الله عز وجل أيضا في المال من غير الزكاة قوله عز وجل: " الذين يصلون ما أمر الله به
(٣٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»
الفهرست