تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٥٢
بظاهر من القول بل زين للذين كفروا مكرهم وصدوا عن السبيل ومن يضلل الله فما له من هاد - 33. لهم عذاب في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من الله من واق - 34. مثل الجنة التي وعد المتقون تجرى من تحتها الأنهار اكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار - 35.
(بيان) عود ثان إلى قول الكفار لولا انزل عليه آية من ربه نراها فنهتدي بها ونعدل بذلك عن الشرك إلى الايمان ويجيب تعالى عنه بأن الهدى والضلال ليس شئ منهما إلى ما ينزل من آية بل إن ذلك إليه تعالى يضل من يشاء ويهدى من يشاء وقد جرت السنة الإلهية على هداية من أناب إليه وكان له قلب يطمئن إلى ذكره وأولئك لهم حسن المآب وعقبى الدار واضلال من كفر بآياته الواضحة وأولئك لهم عذاب في الدنيا ولعذاب الآخرة أشق وما لهم من دون الله من واق.
وان الله انزل عليهم آية معجزة مثل القرآن لو أمكنت هداية أحد من غير مشية الله لكانت به لكن الامر إلى الله وهو سبحانه لا يريد هداية من كتب عليهم الضلال من أهل الكفر والمكر ومن يضلل الله فما له من هاد.
قوله تعالى: " ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه آية من ربه قل ان الله يضل من يشاء ويهدى إليه من أناب " عود إلى قول الكفار لولا انزل عليه آية من ربه وانما أرادوا به انه لو انزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم آية من ربه لاهتدوا به واستجابوا له وهم لا يعدون القرآن النازل إليه آية.
والدليل على ارادتهم هذا المعنى قوله بعده " قل ان الله يضل من يشاء " الخ
(٣٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 347 348 349 350 351 352 353 354 355 356 357 ... » »»
الفهرست