تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٥٥
الذي منع اخوته عن قتل يوسف حيث قال " لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب " الآية وهو القائل لاخوته حين اخذ يوسف أخاه باتهام السرقة فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبى أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين فشكر الله له ذلك.
ومما ورد في عده منها ان يوسف (ع) تزوج بامرأة العزيز وهى التي راودته عن نفسه وذلك بعد ما مات العزيز في خلال تلك السنين المجدبة ولا يبعد ان يكون ذلك شكرا منه تعالى لها حين صدقت يوسف بقولها " الآن حصحص الحق انا راودته عن نفسه وانه لمن الصادقين " لو صح الحديث (كلام في قصة يوسف في فصول) 1 - قصته في القرآن: هو يوسف النبي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل كان أحد أبناء يعقوب الاثني عشر واصغر اخوته غير أخيه بنيامين أراد الله سبحانه ان يتم عليه نعمته بالعلم والحكم والعزة والملك ويرفع به قدر آل يعقوب فبشره وهو صغير برؤيا رآها كان أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدة له فذكر ذلك لأبيه فوصاه أبوه ان لا يقص رؤياه على اخوته فيحسدوه ثم أول رؤياه ان الله سيجتبيه ويعلمه من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليه وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويه من قبل إبراهيم وإسحاق.
كانت هذه الرؤيا نصب عين يوسف آخذة بمجامع قلبه ولا يزال تنزع نفسه إلى حب ربه التوله إليه على ما به من علو النفس وصفاء الروح والخصائص الحميدة وكان ذا جمال بديع يبهر القول ويدهش الألباب.
وكان يعقوب يحبه حبا شديدا لما يشاهد فيه من الجمال البديع ويتفرس فيه من صفاء السريرة ولا يفارقه ولا ساعة فثقل ذلك على اخوته الكبار واشتد حسدهم له حتى اجتمعوا وتامروا في امره فمن مشير على قتله ومن قائل اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين ثم اجتمع رأيهم على ما أشار به عليهم بعضهم وهو ان يلقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة وعقدوا على ذلك.
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست