تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٢٦٨
(كلام في الرؤيا في فصول) 1 - الاعتناء بشأنها كان الناس كثير العناية بأمر الرؤى والمنامات منذ عهود قديمة لا يضبط لها بدء تاريخي وعند كل قوم قوانين وموازين متفرقة متنوعة يزنون بها المنامات ويعبرونها بها ويكشفون رموزها ويحلون بها مشكلات اشاراتها فيتوقعون بذلك خيرا أو شرا أو نفعا أو ضرا بزعمهم.
وقد اعتنى بشأنها في القرآن الكريم كما حكى الله سبحانه فيه رؤيا إبراهيم في ابنه (ع) قال: " فلما بلغ معه السعي قال يا بنى انى ارى في المنام انى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر إلى أن قال وناديناه ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا " الصافات: 105.
ومنها ما حكاه تعالى من رؤيا يوسف (ع): " إذ قال يوسف لأبيه يا أبت انى رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم لي ساجدين " يوسف: 4.
ومنها رؤيا صاحبي يوسف في السجن قال أحدهما " انى أراني اعصر خمرا وقال الاخر انى أراني احمل فوق راسى خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله انا نراك من المحسنين " يوسف: 36.
ومنها رؤيا الملك " وقال الملك انى ارى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر واخر يابسات يا أيها الملا أفتوني في رؤياي " يوسف: 43.
ومنها رؤيا أم موسى قال تعالى: " إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى ان أقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم " طه: 39 على ما ورد في الروايات انه كان رؤيا.
ومنها ما ذكر من رؤي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال تعالى: " إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الامر " الأنفال: 43 وقال: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون " الفتح: 27 وقال: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك الا فتنة للناس " الاسراء: 60.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»
الفهرست