تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣١٦
من أمر الله وقيل هو كذلك لكن من بمعنى عن أي يحفظونه عن أمر الله ان يحل به ويغشاه وفسروا الحفظ من أمر الله بان الامر بمعنى البأس أي يحفظونه من بأس الله بان يستمهلوا كلما أذنب ويسألوا الله سبحانه ان يؤخر عنه المؤاخذة والعقوبة أو امضاء شقائه لعله يتوب ويرجع وفساد أغلب هذه الوجوه ظاهر غنى عن البيان.
ومن ذلك اختلافهم في اتصال قوله له معقبات من بين يديه ومن خلفه الخ فقيل متصل بقوله سارب بالنهار وقد تقدم معناه وقيل متصل بقوله الله يعلم ما تحمل كل أنثى أو قوله عالم الغيب والشهادة أي كما يعلمهم جعل عليهم حفظة يحفظونهم وقيل متصل بقوله انما أنت منذر الآية يعنى انه صلى الله عليه وآله وسلم محفوظ بالملائكة والحق انه متصل بقوله وكل شئ عنده بمقدار ونوع بيان له وقد تقدم ذكره.
ومن ذلك اختلافهم في اتصال قوله ان الله لا يغير ما بقوم الخ فقيل انه متصل بقوله ويستعجلونك بالعذاب الآية أي انه لا ينزل العذاب الا على من يعلم من جهتهم بالتغيير حتى لو علم أن فيهم من سيؤمن بالله أو من في صلبه من سيولد ويعيش بالايمان لم ينزل عليهم العذاب وقيل متصل بقوله سارب بالنهار يعنى انه إذا اقترف المعاصي فقد غير ما به من سمة العبودية وبطل حفظه ونزل عليه العذاب والقولان كما ترى بعيدان من السياق والحق ان قوله ان الله لا يغير ما بقوم الخ تعليل لما تقدمه من قوله يحفظونه من أمر الله وقد مر بيانه.
قوله تعالى: " هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب الثقال " السحاب بفتح السين جمع سحابة بفتحها ولذلك وصف بالثقال.
والاراء اظهار ما من شأنه ان يحس بالبصر للمبصر ليبصره أو جعل الانسان على صفة الرؤية والابصار والتقابل بين قوله يريكم وقوله ينشئ يؤيد المعنى الأول.
وقوله خوفا وطمعا مفعول له أي لتخافوا وتطمعوا ويمكن ان يكون مصدرين بمعنى الفاعل حالين من ضميركم أي خائفين وطامعين.
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»
الفهرست