تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣١٥
ويحفظونه كما تقدم وقيل المعقبات كتاب الأعمال من ملائكة الليل والنهار يعقب بعضهم بعضا فملائكة الليل تعقب ملائكة النهار وهم يعقبون ملائكة الليل يحفظون على الانسان عمله وفيه انه خلاف ظاهر قوله له معقبات على أن فيه جعل يحفظونه بمعنى يحفظون عليه.
وقيل المراد بالمعقبات الاحراس والشرط والمواكب الذين يعقبون الملوك والامراء والمعنى ان لمن هو سارب بالنهار وهم الملوك والامراء معقبات من الاحراس والشرط يحيطون بهم ويحفظونهم من أمر الله أي قضائه وقدره توهما منهم انهم يقدرون على ذلك وهذا الوجه على سخافته لعب بكلامه تعالى.
ومن ذلك اختلافهم في قوله من بين يديه ومن خلفه فقيل انه متعلق بمعقبات أي يعقبونه من بين يديه ومن خلفه وفيه ان التعقيب لا يتحقق الا من خلف وقيل متعلق بقوله يحفظونه وفي الكلام تقديم وتأخير والترتيب يحفظونه من بين يديه ومن خلفه من أمر الله وفيه عدم الدليل على ذلك وقيل متعلق بمقدر كالوقوع والاحاطة ونحوهما أو بنحو التضمين والمعنى له معقبات يحيطون به من بين يديه ومن خلفه وقد تقدم.
ومن جهة أخرى قيل إن المراد بما بين يديه وما خلفه ما هو من جهة المكان أي يحيطون به من قدامه وخلفه يحفظونه من المهالك والمخاطر وقيل المراد بهما ما تقدم من أعماله وما تأخر يحفظها عليه الملائكة الحفظ ويكتبونها ولا دليل على ما في الوجهين من التخصيص وقيل المراد بما بين يديه ومن خلفه ما للانسان من الشؤون الجسمية والروحية مما له في حاضر حاله وما خلفه وراءه وهو الذي قدمناه.
ومن ذلك اختلافهم في معنى قوله يحفظونه فقيل هو بمعنى يحفظون عليه وقيل هو مطلق الحفظ وقيل هو الحفظ من المضار.
ومن ذلك اختلافهم في قوله من أمر الله فقيل هو متعلق بقوله معقبات وان قوله من بين يديه ومن خلفه وقوله يحفظونه وقوله من أمر الله ثلاث صفات لمعقبات وفيه انه خلاف الظاهر وقيل هو متعلق بقوله يحفظونه و من بمعنى الباء للسببية أو المصاحبة والمعنى يحفظونه بسبب أمر الله أو بمصاحبة أمر الله وقيل متعلق بيحفظونه ومن للابتداء أو للنشو أي يحفظونه مبتدء ذلك أو ناشئا ذلك
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»
الفهرست