تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١١ - الصفحة ٣٠٤
وظلالهم بالغدو والاصال - 15 قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا قل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار - 16.
(بيان) تتعرض الآيات لقولهم لولا انزل عليه آية من ربه وترده عليهم ان الرسول ليس له الا انه منذر أرسله الله على سنة الهداية إلى الحق ثم تسوق الكلام فيما يعقبه.
قوله تعالى: " ويقول الذين كفروا لولا انزل عليه آية من ربه " إلى آخر الآية ليس المراد بهذه الآية الآية القاضية بين الحق والباطل المهلكة للأمة وهى المذكورة في الآية السابقة بقوله " ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة " بان يكون تكرارا لها وذلك لعدم اعانة السياق على ذلك ولو أريد ذلك لكان من حق الكلام ان يقال ويقولون لولا الخ.
بل المراد انهم يقترحون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم آية أخرى غير القرآن تدل على صدقه في دعوى الرسالة وكانوا يحقرون أمر القرآن الكريم ولا يعبؤون به ويسألون آية أخرى معجزة كما اوتى موسى وعيسى وغيرهما (ع) فكان في قولهم " لولا انزل عليه آية تعريض منهم للقرآن.
واما قوله " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " فاعطاء جواب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وفى توجيه الخطاب إليه دونهم وعدم امره ان يبلغ الجواب إياهم تعريض لهم انهم لا يستحقون
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»
الفهرست