وعن الحمويني بإسناده إلى أبى هدبة إبراهيم بن هدبة قال: نبأنا أنس بن مالك:
أن سائلا أتى المسجد وهو يقول: من يقرض الملي الوفى؟ وعلى راكع يقول بيده خلفه للسائل: أن اخلع الخاتم من يدي، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عمر وجبت، قال:
بأبي وأمي يا رسول الله ما وجبت؟ قال صلى الله عليه وسلم: وجبت له الجنة، والله ما خلعه من يده حتى خلعه من كل ذنب ومن كل خطيئة.
وعنه بإسناده عن زيد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده قال: سمعت عمار بن ياسر - رضي الله عنه - يقول: وقف لعلي بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة التطوع فنزع خاتمه وأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه ذلك، فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلى مولاه.
وعن الحافظ أبى نعيم عن أبي الزبير عن جابر - رضي الله عنه - قال: جاء عبد الله بن سلام وأتى معه قوم يشكون مجانبة الناس إياهم منذ أسلموا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ابغوا إلى سائلا فدخلنا المسجد فدنا سائل إليه فقال له: أعطاك أحد شيئا؟
قال: نعم مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه، قال: فأذهب فأرني قال: فذهبنا فإذا على قائم، فقال: هذا، فنزلت: " إنما وليكم الله ورسوله ".
وعنه عن موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال: تصدق على بخاتمه وهو راكع فنزلت! " إنما وليكم الله ورسوله " (الآية).
وعنه عن عوف بن عبيد بن أبي رافع عن أبيه عن جده قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم إذ يوحى إليه وإذا حية في جنب البيت فكرهت أن أدخلها وأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية فإن كان شئ في دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية:
" إنما وليكم الله ورسوله " قال: الحمد لله فأتى إلى جانبي فقال: ما اضطجعت ههنا؟
قلت: لمكان هذه الحية قال: قم إليها فاقتلها فقتلتها.
ثم أخذ بيدي فقال: يا أبا رافع سيكون بعدى قوم يقاتلون عليا حق على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك.