أركان الدعاء وآداب الداعي، وعمدتها الاخلاص في دعائه تعالى وهو مواطات القلب اللسان والانقطاع عن كل سبب دون الله والتعلق به تعالى، ويلحق به الخوف والطمع والرغبة والرهبة والخشوع والتضرع والاصرار والذكر وصالح العمل والايمان وأدب الحضور وغير ذلك مما تشتمل عليه الروايات.
قوله تعالى: فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي، تفريع على ما يدل عليه الجملة السابقة عليه بالالتزام: ان الله تعالى قريب من عباده، لا يحول بينه وبين دعائهم شئ، وهو ذو عناية بهم وبما يسئلونه منه، فهو يدعوهم إلى دعائه، وصفته هذه الصفة، فليستجيبوا له في هذه الدعوة، وليقبلوا إليه، وليؤمنوا به في هذا النعت، وليوقنوا بأنه قريب مجيب لعلهم يرشدون في دعائه.
(بحث روائي) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه الفريقان: الدعاء سلاح المؤمن، وفي عدة الداعي في الحديث القدسي: يا موسى سلني كل ما تحتاج إليه حتى علف شاتك وملح عجينك.
وفي المكارم عنه عليه السلام الدعاء أفضل من قرائة القرآن لان الله عز وجل قال:
" قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعائكم "، وروي ذلك عن الباقر والصادق عليهما السلام.
وفي عدة الداعي في رواية محمد بن عجلان عن محمد بن عبيد الله بن علي بن الحسين عن ابن عمه الصادق عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أوحى الله إلى بعض أنبيائه في بعض وحيه: وعزتي وجلالي لاقطعن امل كل آمل امل غيري بالإياس ولأكسونه ثوب المذلة في الناس ولابعدنه من فرجي وفضلي، أيأمل عبدي في الشدائد غيري، والشدائد بيدي ويرجو سوائي وأنا الغني الجواد، بيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة، وبابي مفتوح لمن دعاني؟ الحديث.
وفي عدة الداعي أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: قال الله: ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني الا قطعت أسباب السماوات وأسباب الأرض من دونه فان سئلني لم أعطه وان دعاني لم أجبه، وما من مخلوق يعتصم بي دون خلقي الا ضمنت السماوات والأرض