القمي أي كانوا يعملون برأيهم ويكذبون أنبيائهم وكل أمر مستقر منته إلى غاية.
(4) ولقد جائهم من الانباء ما فيه مزدجر أي متعظ من تعذيب أو وعيد.
(5) حكمة بلغة غايتها لا خلل فيها فما تغن النذر نفي أو استفهام إنكار.
(6) فتول عنهم لعلمك إن الانذار لا ينجع فيهم يوم يدع الداع إلى شئ نكر فظيع تنكره النفوس لأنها لم تعهد مثله القمي قال الإمام (عليه السلام) إذا خرج يدعوهم إلى ما ينكرون وقيل هو هول يوم القيامة ويأتي ما يؤيده وقرئ نكر بالتخفيف.
(7) خشعا أبصرهم يخرجون من الأجداث كأنهم يخرجون من قبورهم خاشعة ذليلة أبصارهم من الهول كأنهم جراد منتشر في الكثرة والتموج والانتشار في الأمكنة. (8) مهطعين إلى الداع مسرعين مادي أعناقهم إليه أو ناظرين إليه القمي إذا رجع فيقول ارجعوا يقول الكافرون هذا يوم عسر صعب.
في الكافي عن السجاد عن أبيه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) في حديث يوم القيامة قال فيشرف الجبار تبارك وتعالى عليهم من فوق عرشه في ظلال من الملائكة فيأمر ملكا من الملائكة فينادي فيهم يا معشر الخلائق أنصتوا واستمعوا منادي الجبار قال فيسمع آخرهم كما يسمع أو لهم قال فتنكسر أصواتهم عند ذلك وتخشع أبصارهم وتضطرب فرائصهم وتفزع قلوبهم ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت مهطعين إلى الداع قال فعند ذلك يقول الكافر هذا يوم عسر.
(9) كذبت قبلهم قبل قومك قوم نوح فكذبوا عبدنا نوحا وقالوا مجنون وازدجر وزجر عن التبليغ بأنواع الأذية القمي أي اذوه وأرادوا رجمه.
(10) فدعا ربه أنى مغلوب فانتصر فانتقم لي منهم وذلك بعد يأسه منهم.
في الكافي عن الباقر (عليه السلام) قال لبث فيهم نوح ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية فلما أبوا وعتوا قال رب أنى مغلوب فانتصر.