والنزل: ما يقام للنازل. الجبار: الملك المسلط، أو الذي لا يقبل موعظة أحد والعظيم في نفسه والعاتي على ربه أيضا. وضافنا: نزل بنا ضيفا، وفيه تهكم كما في قوله (فبشرهم بعذاب أليم) وكقول الضبي والنزل ما يهيأ (1) للنازل، وهذا من قبيل:
نقربهم لهذميات نقد بها * ما كان خاط عليهم كل زراد وقوله: صبحنا الخزرجية مرهفات * أباد ذوي أرومتها ذووها والمرهفات: السيوف البواتر. وقد استشهد بالبيت المذكور في سورة الواقعة عن قوله تعالى (هذا نزلهم يوم الدين) حيث تهكم بهم كما سبق.
(فيا كرم السكن الذين تحملوا * عن الدار والمستخلف المتبدل) في سورة النساء عند قوله تعالى (ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب) من حيث إن صيغة التفعل بمعنى الاستفعال غير عزيز، ومنه التعجل بمعنى الاستعجال، والتأخر بمعنى الاستئخار. والبيت لذي الرمة، أراد: يا كرم سكان الدار الذين تحملوا عنها، ويا كرم من استخلفته الدار واستبدلته، والمراد به الوحش من البقر والظباء.
وقيل هو أن يعطى (2). والسكن بالسكون: العيال وأهل الدار والسكان.
(فما زالت القتلى تمج دماءها * بدجلة حتى ماء دجلة أشكل) في سورة النساء عند قوله تعالى (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح) حيث جعل ما بعد حتى إلى (فادفعوا إليهم أموالهم) غاية للإبتداء وهي حتى التي تقع بعدها الجمل. تمج: أي تلقى. والأشكل: الذي خالط بياضه حمرة.
والبيت من قصيدة لجرير يهجو بها الأخطل، وأولها:
أجدك لا يصحو الفؤاد المعلل * وقد لاح من شيب عذار ومسحل ألا ليت أن الظاعنين بذي الغضى * أقاموا وبعض الآخرين تحملوا ومنها البيت، ومنها:
لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم * ونحن لكم يوم القيامة أفضل (لقد زادني حبا لنفسي أنني * بغيض إلى كل امرئ غير طائل إذا ما رآني قطع الطرف بينه * وبيني فعل العارف المتجاهل) في سورة النساء عند قوله تعالى (ومن لم يستطع منكم طولا) يقال لفلان على فلان طول: أي زيادة وفضل، وقد طاله طولا فهو طائل، والبيت من هذا القبيل، ومنه الطول في الجسم لأنه زيادة فيه، كما أن القصر قصور فيه. والبيت للطرماح بن حكيم، والمعنى: زادني تباغضي إلى كل رجل لا فضل له ولا خير عنده حبا لنفسي، لأن التباين بيني وبينه هو الذي دعاه إلى بغضي، ومن ثم قيل:
* والجاهلون لأهل العلم أعداء *