أي نراعيه كذلك واللام في (لنصرف) متعلقة بالمحذوف، و (المخلصين) بكسر اللام: أي المخلصين أعمالهم وبفتحها: أي أخلصهم الله لطاعته.
قوله تعالى (من دبر) الجمهور على الجر والتنوين، وقرئ في الشواذ بثلاث ضمات من غير تنوين، وهو مبنى على الضم لأنه قطع عن الإضافة، والأصل من دبره وقبله، ثم فعل فيه ما فعل في قبل وبعد، وهو ضعيف لأن الإضافة لا تلزمه كما تلزم الظروف المبنية لقطعها عن الإضافة.
قوله تعالى (يوسف أعرض) الجمهور على ضم الفاء، والتقدير: يا يوسف، وقرأ الأعمش بالفتح، والأشبه أن أخرجه على أصل المنادى كما جاء في الشعر:
* يا عديا لقد وقتك الأواقى * وقيل لم تضبط هذه القراءة عن الأعمش، والأشبه أن يكون وقف على الكلمة ثم وصل، وأجرى الوصل مجرى الوقف فألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها فصار اللفظ بها " يوسف أعرض " وهذا كما حكى الله أكبر أشهد بالوصل والفتح، وقرئ في الشاذ أيضا بضم الفاء، وأعرض على لفظ الماضي وفيه ضعف لقوله (واستغفري) وكان الأشبه أن يكون بالفاء فاستغفري.
قوله تعالى (نسوة) يقرأ بكسر النون وضمها وهما لغتان. وألف الفتى منقلبة عن ياء لقولهم فتيان، والفتوة شاذ (قد شغفها) يقرأ بالغين، وهو من شغاف القلب وهو غلافه، والمعنى: أنه أصاب شغاف قلبها، وأن حبه صار محتويا على قلبها كاحتواء الشغاف عليه، ويقرأ بالعين وهو من قولك: فلان مشغوف بكذا:
أي مغرم به ومولع، و (حبا) تمييز، والأصل قد شغفها حبه، والجملة مستأنفة، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في تراود أو من الفتى.
قوله تعالى (وأعتدت) هو من العتاد، وهو الشئ المهيأ للأمر (متكأ) الجمهور على تشديد التاء والهمز من غير مد، وأصل الكلمة موتكأ لأنه من توكأت، ويراد به المجلس الذي يتكأ فيه، فأبدلت الواو تاء وأدغمت، وقرئ شاذا بالمد والهمز، والألف فيه ناشئة عن إشباع الفتحة، ويقرأ بالتنوين من غير همز، والوجه فيه أنه أبدل الهمزة ألفا ثم حذفها للتنوين. وقال ابن جنى: يجوز أن يكون من أو كيت السقاء، فتكون الألف بدلا من الياء ووزنه مفتعل من ذلك، ويقرأ بتخفيف التاء من غير همز، ويقال المتك الأترج (حاشى لله) يقرأ بألفين وهو الأصل، والجمهور على أنه هنا فعل وقد صرف منه أحاشى، وأيد ذلك دخول اللام على اسم الله تعالى ولو كان حرف جر لما دخل على حرف جر، وفاعله مضمر تقديره: حاشى يوسف: