مثل ذلك منونا في الفواصل، وإن هذا الجمع قد جمع كقول الراجز:
* قد جرت الطير أيا منينا * قوله تعالى (من كأس) المفعول محذوف: أي خمرا أو ماء من كأس، وقيل " من " زائدة، و (كان مزاجها) نعت لكأس، وأما (عينا) ففي نصبها أوجه:
أحدها هو بدل من موضع من كأس. والثاني من كافور: أي ماء عين أو خمر عين.
والثالث بفعل محذوف: أي أعنى والرابع تقديره: أعطوا عينا. والخامس يشربون عينا وقد فسره ما بعده.
قوله تعالى (يشرب بها) قيل الباء زائدة، وقيل هي بمعنى " من " وقيل هو حال أي يشرب ممزوجا بها، والأولى أن يكون محمولا على المعنى، والمعنى يلتذ بها، و (يفجرونها) حال.
قوله تعالى (يوفون) هو مستأنف البتة.
قوله تعالى (متكئين فيها) يجوز أن يكون حالا من المفعول في جزاهم، وأن يكون صفة لجنة، و (لا يرون) يجوز أن يكون حالا من الضمير المرفوع في متكئين وأن يكون حالا أخرى، وأن يكون صفة لجنة، وأما (ودانية) ففيه أوجه:
أحدها أن يكون معطوفا على لا يرون أو على متكئين، فيكون فيه من الوجوه ما في المعطوف عليه. والثاني أن يكون صفة لمحذوف تقديره: وجنة دانية، وقرئ ودانية بالرفع على أنه خبر، والمبتدأ (ظلالها) وحكى بالجر: أي في جنة دانية، وهو ضعيف لأنه عطف على المجرور من غير إعادة الجار، وأما ظلالها فمبتدأ، وعليهم الخبر على قول من نصب دانية أو جره، لأن دنا يتعدى بإلى، ويجوز أن يرتفع بدانية لأن دنا وأشر ف بمعنى، وأما (وذللت) فيجوز أن يكون حالا: أي وقد ذللت، وأن يكون مستأنفا.
قوله تعالى (قواريرا قوارير) يقرءان بالتنوين وبغير التنوين وقد ذكر، والأكثرون يقفون على الأول بالألف لأنه رأس آية. وفي نصبه وجهان: أحدهما هو خبر كان والثاني حال، وكان تامة: أي كونت، وحسن التكرير لما اتصل به من بيان أصلها، ولولا التكرير لم يحسن أن يكون الأول رأس آية لشدة اتصال الصفة بالموصوف، و (قدروها) يجوز أن يكون نعتا لقوارير، وأن يكون مستأنفا، و (عينا) فيها من الوجوه ما تقدم في الأول والسلسبيل كلمة واحدة ووزنها فعليل (1) مثل إدريس.