أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم) اما المسيح فعصوه وعظموه في أنفسهم حتى زعموا انه إله وانه ابن الله وطائفة منهم قالوا ثالث ثلاثة وطائفة منهم قالوا هو الله واما أحبارهم ورهبانهم فإنهم أطاعوهم واخذوا بقولهم واتبعوا ما أمروهم به ودانوا بهم بما دعوهم إليه فاتخذوهم أربابا بطاعتهم لهم وتركهم ما امر الله وكتبه ورسله فنبذوه وراء ظهورهم وما أمرهم به الأحبار والرهبان اتبعوه وأطاعوهم وعصموا الله وإنما ذكر هذا في كتابنا لكي نتعظ بهم فعير الله بني إسرائيل بما صنعوا يقول الله (وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون).
قال علي بن إبراهيم في قوله (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) فإنها نزلت في القائم من آل محمد وهو الذي ذكرناه مما تأويله بعد تنزيله وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم) فان الله حرم كنز الذهب والفضة وامر بانفاقه في سبيل الله وقوله (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) قال كان أبو ذر الغفاري يغدو كل يوم وهو بالشام وينادي بأعلى صوته بشر أهل الكنوز بكي في الجباه وكي في الجنوب وكي في الظهور ابدا حتى يتردد الحر في أجوافهم وقال علي بن إبراهيم في قوله (ان عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم) فالآن يعد الحرم منها ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثلاثة متواليات ورجب مفرد وحرم الله فيها القتال.
وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (وقاتلوا المشركين