نفسه لحم الجمل فقال اليهود ان لحم الجمل محرم في التورية، فقال عز وجل لهم (فاتوا بالتورية فاتلوها إن كنتم صادقين) إنما حرم هذا إسرائيل على نفسه ولم يحرمه على الناس وهذا حكاية عن اليهود ولفظه لفظ الخبر.
(وقوله إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) قال معنى بكة ان الناس يبك (1) بعضهم بعضا في الزحام وقوله (ومن دخله كان آمنا) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن حفص بن البحتري عن أبي عبد الله عليه السلام في الرجل يجني الجناية في غير الحرم ثم يلجأ إلى الحرم قال لا يقام عليه الحد ولا يكلم ولا يسقى ولا يطعم ولا يباع منه، إذا فعل ذلك به يوشك ان يخرج فيقام عليه الحد وإذا جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم لأنه لم ير للحرم حرمة، وقوله (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر) اي من ترك الحج وهو مستطيع فقد كفر، والاستطاعة هي القوة والزاد والراحلة، وقوله (اتقوا الله حق تقاته) فإنه منسوخ بقوله " اتقوا الله ما استطعتم " وقوله (واعتصموا بحبل الله جميعا) قال التوحيد والولاية وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (ولا تفرقوا) قال إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيفترقون بعد نبيهم ويختلفون فنهاهم عن التفرق كما نهى من كان قبلهم فامرهم ان يجتمعوا على ولاية آل محمد عليهم السلام ولا يتفرقوا.
وقال علي بن إبراهيم في قوله (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم) فإنها نزلت في الأوس والخزرج كان الحرب بينهم مأة سنة لا يضعون السلاح بالليل ولا بالنهار حتى ولد عليه الأولاد فلما بعث الله نبيه أصلح بينهم فدخلوا في الاسلام وذهبت العداوة من قلوبهم برسول الله صلى الله عليه وآله وصاروا اخوانا، وفى رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (ولتكن