كفر النعم ثم قال أبو عبد الله عليه السلام أيما عبد أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه وحمد الله عليها بلسانه لم تنفد حتى يأمر الله له بالزيادة وهو قوله " لان شكرتم لأزيدنكم " وقوله (ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح إلى قوله - فردوا أيديهم في أفواههم) يعني في أفواه الأنبياء (وقالوا انا كفرنا بما أرسلتم به وانا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب) وقوله (وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا أو لتعودن في ملتنا) فإنه حدثني أبي رفعه إلي النبي صلى الله عليه وآله قال من آذى جاره طمعا في مسكنه ورثه الله داره وهو قوله (وقال الذين كفروا - إلى قوله - فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الأرض من بعدهم) وقوله (واستفتحوا) اي دعوا (وخاب كل جبار عنيد) اي خسروا وفي رواية أبي الجارود قال العنيد المعرض عن الحق.
وقال علي بن إبراهيم في قوله (من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد) قال ما يخرج من فروج الزواني وقوله (يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت) قال يقرب إليه فيكرهه وإذا ادني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه فإذا شرب تقطعت أمعاؤه ومزقت إلى تحت قدميه وانه ليخرج من أحدهم مثل الوادي صديدا وقيحا ثم قال وانهم ليبكون حتى تسيل من دموعهم فوق وجوههم جداول ثم تنقطع الدموع فتسيل الدماء حتى لو أن السفن أجريت فيها لجرت وهو قوله " وسقوا ماءا حميما فقطع أمعاءهم " وقوله (مثل الذين كفروا بربهم اعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف) قال من لم يقر بولاية أمير المؤمنين عليه السلام بطل عمله مثل الرماد الذي يجيئ الريح فتحمله (وبرزوا لله جميعا) معناه مستقبل انهم يبرزون واللفظ ماض وقوله (لو هدانا الله لهديناكم) فالهدى ههنا هو الثواب (سواء علينا أجزعنا أم صبرنا مالنا من محيص) اي مفر (وقال الشيطان لما قضي الامر) اي لما فرغ من امر الدنيا من