بالليل والنهار هو كله لله، ثم احتج عز وجل عليهم فقال قال لهم (أغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والأرض) اي مخترعها وقوله (وهو يطعم ولا يطعم - إلى قوله - وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير) فإنه محكم، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (قل اي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم) وذلك أن مشركي أهل مكة قالوا يا محمد ما وجد الله رسولا يرسله غيرك، ما نرى أحدا يصدقك بالذي تقول، وذلك في أول ما دعاهم وهو يومئذ بمكة، قالوا ولقد سألنا عنك اليهود والنصارى وزعموا أنه ليس لك ذكر عندهم فتأتينا من يشهد انك رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله " الله شهيد بيني وبينكم الآية " قال إنكم لتشهدون ان مع الله آلهة أخرى، يقول الله لحمد فان شهدوا فلا تشهد معهم، قال (لا اشهد قل إنما هو إله واحد وانني برئ مما تشركون) واما قوله (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الآية) فان عمر بن الخطاب قال لعبد الله بن سلام هل تعرفون محمدا في كتابكم؟ قال نعم والله نعرفه بالنعت الذي نعت الله لنا إذا رأيناه فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه مع الغلمان والذي يحلف به ابن سلام لأنا بمحمد هذا أشد معرفة مني بابني، قال الله (الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون) وقال علي بن إبراهيم ثم قال قل لهم يا محمد " أي شئ أكبر شهادة " يعني أي شئ أصدق قولا ثم قال " قل الله شهيد بيني وبينكم وأوحى إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ " قال من بلغ هو الإمام قال محمد ينذر وانا نقول كما أنذر به النبي صلى الله عليه وآله وقوله (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته انه لا يفلح الظالمون) فإنه محكم، وقوله (ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتهم) أي كذبهم (إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين) والدليل على أن الفتنة ههنا الكذب قوله (انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم
(١٩٥)