معدود وقليل بالنسبة لما نفاه، فمن هنا أخذنا القاعدة، لان البشر لا يفهمون ولا يدركون خالقهم فاحتاجوا أن ينفوا عنه كل ما يعرفونه من الأشياء الموجودة في العالم مما يرونه ويدركونه، ولا يستطيعون أن يثبتوا له سبحانه إلا ما أثبته هو لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى، وما جاء في القران أو السنة أيضا مما قد يتوهم غير العالم أنه صفة له سبحانه فهو أيضا لا يجوز قبوله صفة لله تعالى إلا بعد النظر في قواعد الشريعة من آيات وأحاديث صحيحة حتى يتبين هل يجوز إطلاقه أم لا،؟ فالنسيان مثلا الوارد في قوله تعالى * (نسوا الله فنسيهم) * لا يطلق صفة على الله تعالى مع أنه مضاف وقد ورد في القرآن وأضيف إليه سبحانه لقوله تعالى * (وما كان ربك نسيا) * فقد بينه سبحانه بالنفي، ولذلك أوله السلف بشئ آخر وهو الترك.
والمرض أيضا الذي ورد في الحديث القدسي الذي فيه " عبدي مرضت فلم تعدني " لا يطلقه عاقل على المولى سبحانه أبدا ولذلك قلنا: إن الأصل في الصفات النفي، والاثبات محصور معدود وقد استقينا ذلك وأخذناه من القرآن الكريم فالله تعالى أخبرنا عن هذه القاعدة إذ قال * (ليس كمثله شئ) * فنفى ب " ليس ": وقال * (وما كان ربك نسيا) * فنفى ب " ما "، وقال * (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) * فنفى ب " لم " ثلاث مرات، وقال * (لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) * فنفى ب " لم " مرتين، وقال * (ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه) * فنفى ب " ما "، وقال * (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره