شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٨٨
يقال فلان من قوم موسى، إذا كان ملولا، إشارة إلى قوله تعالى: ﴿وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد﴾ (1).
قال الشاعر:
فيا من ليس يكفيه صديق * ولا ألفا صديق كل عام أظنك من بقايا قوم موسى * فهم لا يصبرون على طعام.
وقال العباس بن الأحنف:
كتبت تلوم وتستريث زيارتي * وتقول لست لنا كعهد العاهد فأجبتها ودموع عيني سجم * تجرى على الخدين غير جوامد يا فوز لم أهجركم لملالة * عرضت ولا لمقال واش حاسد لكنني جربتكم فوجدتكم * لا تصبرون على طعام واحد ويقولون للجارية الحسناء: قد أبقت من رضوان، قال الشاعر:
جست العود بالبنان الحسان * وتثنت كأنها غصن بان فسجدنا لها جميعا وقلنا * إذ شجتنا بالحسن والاحسان حاش لله أن تكوني من الانس * ولكن أبقت من رضوان ويقولون للمكشوف الامر الواضح الحال: ابن جلا، وهو كناية عن الصبح ومنه ما تمثل به الحجاج:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا * متى أضع العمامة تعرفوني (2).
ومنه قول القلاخ: بن حزن:

(١) سورة البقرة ٦١.
(٢) الكامل ١: ٢٢٤، ونسبه إلى سحيم بن وثيل الرياحي.
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست