قديما أبوهم كان عبدا لجدنا * بني أمة شهلاء جاش بها البحر لقد سفهوا أحلامهم في محمد * فكانوا كجعر بئس ما ضفطت جعر (1) ثم نرجع إلى حكاية شيخنا أبى عثمان، وقد نمزجه بكلام آخر لنا أو لغيرنا ممن تعاطى الموازنة بين هذين البيتين.
قال أبو عثمان: فإن قالت أمية: لنا الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، أربعة خلفاء في نسق، قلنا لهم: ولبني هاشم: هارون الواثق بن محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمد المهدى بن عبد الله المنصور بن محمد الكامل بن علي السجاد، كان يصلى كل يوم وليلة ألف ركعة، فكان يقال له السجاد لعبادته وفضله، وكان أجمل قريش على وجه الأرض وأوسمها، ولد ليلة قتل علي بن أبي طالب عليه السلام فسمى باسمه، وكنى بكنيته، فقال عبد الملك:
لا والله لا أحتمل لك الاسم ولا الكنية، فغير أحدهما، فغير الكنية فصيرها أبا محمد بن عبد الله، وهو البحر، وهو حبر قريش، وهو المفقه في الدين، المعلم التأويل ابن العباس ذي الرأي، وحليم قريش، بن شيبة الحمد، وهو عبد المطلب سيد الوادي بن عمرو، وهو هاشم، هشم الثريد، وهو القمر سمي بذلك لجماله، ولأنهم كانوا يقتدون ويهتدون برأيه، ابن المغيرة وهو عبد مناف، بن زيد، وهو قصي وهو مجمع، فهؤلاء ثلاثة عشر سيدا لم يحرم منهم واحد، ولا قصر عن الغاية، وليس منهم واحد إلا وهو ملقب بلقب اشتق له من فعله الكريم، ومن خلقه الجميل، وليس منهم إلا خليفة، أو موضع للخلافة أو سيد في قديم الدهر منيع، أو ناسك مقدم، أو فقيه بارع، أو حليم ظاهر الركانة (2)، وليس هذا لأحد سواهم، ومنهم خمسة خلفاء في نسق، وهم أكثر مما عدته الأموية، ولم يكن