أعجل عقوبة من البغي، وما رأيت أحدا بقي على البغي إلا إخوتكم من بنى عبد شمس.
وروى الوليد بن هشام بن قحذم، قال: قال عثمان يوما: وددت أني رأيت رجلا قد أدرك الملوك يحدثني عما مضى، فذكر له رجل بحضرموت، فبعث إليه فحدثه حديثا - طويلا تركنا ذكره - إلى أن قال: أرأيت عبد المطلب بن هاشم؟ قال: نعم، رأيت رجلا قعدا (1) أبيض طويلا مقرون الحاجبين، بين عينيه غرة يقال إن فيها بركة، وإن فيه بركة، قال: أفرأيت أمية بن عبد شمس؟ قال: نعم، رأيت رجلا آدم دميما قصيرا أعمى يقال: إنه نكد، وأن فيه نكدا، فقال عثمان: " يكفيك من شر سماعه (2) " وأمر بإخراج الرجل.
وروى هشام بن الكلبي أن أمية بن عبد شمس لما كان غلاما، كان يسرق الحاج فسمى حارسا.
وروى ابن أبي رؤبة في هذا الكتاب أن أول قتيل قتله بنو هاشم من بني عبد شمس عفيف بن أبي العاص بن أمية، قتله حمزة بن عبد المطلب، ولم أقف على هذا الخبر إلا من كتاب ابن أبي رؤبة.
قال: ومما يصدق قول من روى أن أمية بن عبد شمس استعبده عبد المطلب شعر أبي طالب بن عبد المطلب حين تظاهرت عبد شمس ونوفل عليه وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وحصروهما في الشعب، فقال أبو طالب:
توالي علينا موليانا كلاهما * إذا سئلا قالا إلى غيرنا الامر بلى لهما أمر ولكن تراجما * كما ارتجمت من رأس ذي القلع الصخر أخص خصوصا عبد شمس ونوفلا * هما نبذانا مثل ما تنبذ الخمر هما أغمضا للقوم في أخويهما * فقد أصبحت أيديهما وهما صفر