شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٥ - الصفحة ٢٣٣
أعجل عقوبة من البغي، وما رأيت أحدا بقي على البغي إلا إخوتكم من بنى عبد شمس.
وروى الوليد بن هشام بن قحذم، قال: قال عثمان يوما: وددت أني رأيت رجلا قد أدرك الملوك يحدثني عما مضى، فذكر له رجل بحضرموت، فبعث إليه فحدثه حديثا - طويلا تركنا ذكره - إلى أن قال: أرأيت عبد المطلب بن هاشم؟ قال: نعم، رأيت رجلا قعدا (1) أبيض طويلا مقرون الحاجبين، بين عينيه غرة يقال إن فيها بركة، وإن فيه بركة، قال: أفرأيت أمية بن عبد شمس؟ قال: نعم، رأيت رجلا آدم دميما قصيرا أعمى يقال: إنه نكد، وأن فيه نكدا، فقال عثمان: " يكفيك من شر سماعه (2) " وأمر بإخراج الرجل.
وروى هشام بن الكلبي أن أمية بن عبد شمس لما كان غلاما، كان يسرق الحاج فسمى حارسا.
وروى ابن أبي رؤبة في هذا الكتاب أن أول قتيل قتله بنو هاشم من بني عبد شمس عفيف بن أبي العاص بن أمية، قتله حمزة بن عبد المطلب، ولم أقف على هذا الخبر إلا من كتاب ابن أبي رؤبة.
قال: ومما يصدق قول من روى أن أمية بن عبد شمس استعبده عبد المطلب شعر أبي طالب بن عبد المطلب حين تظاهرت عبد شمس ونوفل عليه وعلى رسول الله صلى الله عليه وآله وحصروهما في الشعب، فقال أبو طالب:
توالي علينا موليانا كلاهما * إذا سئلا قالا إلى غيرنا الامر بلى لهما أمر ولكن تراجما * كما ارتجمت من رأس ذي القلع الصخر أخص خصوصا عبد شمس ونوفلا * هما نبذانا مثل ما تنبذ الخمر هما أغمضا للقوم في أخويهما * فقد أصبحت أيديهما وهما صفر

(1) القعد: الحسن الهيئة.
(2) مثل، ولفظه في مجمع الأمثال 1: 194: " حسبك من شر سماعه "، وأول من قاله أم الربيع ابن زياد العبسي.
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 238 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 القول في أسماء الذين تعاقدوا من قريش على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم 3
2 القول في الملائكة نزلت بأحد وقاتلت أم لا 10
3 القول في مقتل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه 11
4 القول فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد 19
5 القول فيما جرى للمسلمين بعد إصعادهم في الجبل 25
6 القول فيما جرى للمشركين بعد انصرافهم إلى مكة 44
7 القول في مقتل أبى عزة الجمحي ومعاذ بن المغيرة 45
8 القول في مقتل المجذر بن زياد البلوى الحارث بن يزيد بن الصامت 48
9 القول فيمن مات من المسلمين بأحد جملة 51
10 القول فيمن قتل من المشركين بأحد 52
11 القول في خروج النبي صلى الله عليه وسلم بعد انصرافه من أحد إلى المشركين ليوقع بهم على ما هو به من الوهن 55
12 الفصل الخامس في شرح غزاة مؤتة 61
13 فصل في ذكر بعض مناقب جعفر بن أبي طالب 72
14 10 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 79
15 11 - من وصية له عليه السلام وصى بها جيشا بعثه إلى العدو 89
16 12 - من وصية له عليه السلام وصى بها معقل بن قيس الرباحي حين أنفذه إلى الشام في ثلاثة آلاف 92
17 نبذ من الأقوال الحكمية في الحروب 95
18 13 - من كتاب له عليه السلام إلى أميرين من أمراء جيشه 98
19 فصل في نسب الأشتر وذكر بعض فضائله 98
20 نبذ من الأقوال الحكيمة 102
21 14 - من وصية له عليه السلام لعسكره بصفين قبل لقاء العدو 104
22 نبذ من الأقوال الحكيمة 105
23 قصة فيروز بن يزدجرد حين غزا ملك الهياطلة 107
24 15 - من كلام كان يقوله عليه السلام إذا لقى عدوا محاربا 112
25 16 - من كلام كان يقوله لأصحابه عند الحرب 114
26 نبذ من الأقوال المتشابهة في الحرب 115
27 17 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا عن كتاب منه إليه 117
28 ذكر بعض ما كان بين علي ومعاوية يوم صفين 120
29 18 - من كتاب له عليه السلام إلى عبد الله بن عباس وهو عامله على البصرة 125
30 فصل في بني تميم وذكر بعض فضائلهم 126
31 19 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله 137
32 20 - من كتاب له عليه السلام إلى زياد بن أبيه 138
33 21 - من كتاب له عليه السلام إلى ابن عباس أيضا 140
34 23 - من كلامه له عليه السلام قاله قبل موته على سبيل الوصية لما ضربه عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله 143
35 24 - من وصية له عليه السلام بما يعمل في أحواله، كتبها بعد منصرفه من صفين 146
36 25 - من وصية له عليه السلام كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات 151
37 26 - من عهد له عليه السلام إلى بعض عماله وقد بعثه على الصدقة 158
38 27 - من عهد له عليه السلام إلى محمد بن أبي بكر حين قلده مصر 163
39 كتاب المعتضد بالله 171
40 28 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية جوابا، وهو من محاسن الكتب 181
41 كتاب لمعاوية إلى علي 184
42 مناكحات بني هاشم وبني عبد شمس 195
43 فضل بنى هاشم على بن شمس 198
44 مفاخر بنى أمية 257
45 ذكر الجواب عما فخرت به بنو أمية 270
46 افتخار بني هاشم 285