شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٤ - الصفحة ٩٠
من كان عاريا، وأصابوا طعاما من أزوادهم، وأصابوا فداء الأسرى (1)، فأغنى به كل عائل.
قال: واستعمل رسول الله صلى الله عليه وآله على المشاة قيس بن أبي صعصعة - واسم أبى صعصعة عمر بن يزيد بن عوف بن مبذول - وأمره النبي صلى الله عليه وآله حين فصل من بيوت السقيا أن يعد المسلمين، فوقف لهم ببئر أبى عبيدة يعدهم، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وآله، وخرج من بيوت السقيا، حتى سلك بطن العقيق، ثم سلك طريق المكيمن (2)، حتى خرج على بطحاء بن أزهر، فنزل تحت شجرة هناك، فقام أبو بكر إلى حجارة هناك، فبنى منها مسجدا، فصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، وأصبح يوم الاثنين وهو هناك، ثم صار إلى بطن ملل وتربان بين الحفيرة وملل.
قال الواقدي: فكان سعد بن أبي وقاص، يقول لما كنا بتربان، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سعد، انظر إلى الظبي، فأفوق له بسهم، وقام رسول الله صلى الله عليه وآله فوضع رأسه بين منكبي وأذني، ثم قال: اللهم سدد رميته - قال: فما أخطأ سهمي عن نحره، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله، وخرجت أعدو فأخذته وبه رمق فذكيته (3)، فحملناه حتى نزلنا قريبا، وأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله فقسم بين أصحابه.
قال الواقدي: وكان معهم فرسان فرس لمرثد بن أبي مرثد الغنوي، وفرس للمقداد بن عمرو البهراني، حليف بنى زهرة، ويقال فرس للزبير، ولم يكن إلا فرسان لاختلاف عندهم، أن المقداد له فرس، وقد روى عن ضباعة بنت الزبير عن المقداد،

(1) ا: (للأسرى).
(2) المكيمن، ضبطه ياقوت على التصغير، وقال: عقيق المدينة) وفي الواقدي: (المكتمن).
(3) ذكيته. ذبحته.
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 1 - من كتاب له عليه السلام إلى أهل الكوفة عند مسيره من المدينة إلى البصرة 6
2 أخبار على عند مسيره إلى البصرة ورسله إلى الكوفة 8
3 فصل في نسب عائشة وأخبارها 21
4 2 - ومن كتاب له عليه السلام بعد فتح البصرة 26
5 3 - من كتاب له عليه السلام لشريح بن الحارث قاضيه 27
6 نسب شريح وذكر بعض أخباره 28
7 4 - من كتاب له عليه السلام إلى بعض أمراء جيشه 32
8 5 - من كتاب له عليه السلام إلى الأشعث بن قيس وهو عامل أذربيجان 33
9 6 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية 35
10 جرير بن عبد الله البجلي عند معاوية 38
11 7 - من كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 41
12 8 - من كتاب له عليه السلام إلى جرير بن عبد الله البجلي لما أرسله إلى معاوية 45
13 9 - ومن كتاب له عليه السلام إلى معاوية أيضا 47
14 إجلاب قريش على بني هاشم وحصرهم في الشعب 52
15 القول في المؤمنين والكافرين من بني هاشم 64
16 اختلاف الرأي في إيمان أبي طالب 65
17 قصة غزوة بدر 84
18 القول في نزول الملائكة يوم بدر ومحاربتها المشركين 157
19 القول فيما جرى في الغنيمة والأسارى بعد هزيمة قريش ورجوعها إلى مكة 165
20 القول في تفصيل أسماء أسارى بدر ومن أسرهم 199
21 القول في المطعمين في بدر من المشركين 205
22 القول فيمن قتل ببدر من المشركين وأسماء قاتليهم 208
23 القول فيمن شهد بدرا من المسلمين 212
24 قصة غزوة أحد 213