من كان عاريا، وأصابوا طعاما من أزوادهم، وأصابوا فداء الأسرى (1)، فأغنى به كل عائل.
قال: واستعمل رسول الله صلى الله عليه وآله على المشاة قيس بن أبي صعصعة - واسم أبى صعصعة عمر بن يزيد بن عوف بن مبذول - وأمره النبي صلى الله عليه وآله حين فصل من بيوت السقيا أن يعد المسلمين، فوقف لهم ببئر أبى عبيدة يعدهم، ثم أخبر النبي صلى الله عليه وآله، وخرج من بيوت السقيا، حتى سلك بطن العقيق، ثم سلك طريق المكيمن (2)، حتى خرج على بطحاء بن أزهر، فنزل تحت شجرة هناك، فقام أبو بكر إلى حجارة هناك، فبنى منها مسجدا، فصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، وأصبح يوم الاثنين وهو هناك، ثم صار إلى بطن ملل وتربان بين الحفيرة وملل.
قال الواقدي: فكان سعد بن أبي وقاص، يقول لما كنا بتربان، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سعد، انظر إلى الظبي، فأفوق له بسهم، وقام رسول الله صلى الله عليه وآله فوضع رأسه بين منكبي وأذني، ثم قال: اللهم سدد رميته - قال: فما أخطأ سهمي عن نحره، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله، وخرجت أعدو فأخذته وبه رمق فذكيته (3)، فحملناه حتى نزلنا قريبا، وأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله فقسم بين أصحابه.
قال الواقدي: وكان معهم فرسان فرس لمرثد بن أبي مرثد الغنوي، وفرس للمقداد بن عمرو البهراني، حليف بنى زهرة، ويقال فرس للزبير، ولم يكن إلا فرسان لاختلاف عندهم، أن المقداد له فرس، وقد روى عن ضباعة بنت الزبير عن المقداد،